عبد الخالق عطشان
[هام و عاجل وتوضيح وتأكيد ] هذا ما طالعتنا به بعض المواقع الإعلامية وتناقلته صحف الفيس والوتس بان العام الدراسي بدأ وعلينا الدفع بأبنائنا للمدرسة والولوج للعام الدراسي وليس لهذا الإعلان من هدف إلا للتأكيد على أننا نعيش في دولة النظام والقانون والاستقرار والأمن وأننا في مرحلة يحسدنا الآخرون على هذا الاستقرار بل ويتمنى الأتراك والماليزيون والقطريون أن يدفعوا بأبنائهم للالتحاق بالعام الدراسي اليمني 2015-2016 ليحققوا تربية وتعليما نوعيا لأبنائهم كما حققه اليمنيون لأبنائهم منذ 21سبتمبر 2014
لم تستطع بناتي وأبنائي أن يحبسوا دموعهم وهم يتذكرون أن عاما دراسيا سيمضي وليسوا في رَكبه وتحت لوائه وهم يعيشون حالة من اللجوء والنفي داخل وطنهم مبعدون قسرا عن مدرستهم ليس خوفا من إعصار تشابالا ولا عاصفة الحزم وإنما من إخواننا الذين بغوا علينا واقتحموا حرمات دارنا .. تتذكر ابنتي الوسطى كيف كان ( عيال الله) متوحشون حينما حاصروها وأمها وبدئوا يبعثرون متعلقاتها الخاصة في دولابها وكيف بعثروا حقيبتها الدراسية ولكن المقتحمون لم يجدوا داخل حقيبتها دبابة ميركابا الإسرائيلية ولا صاروخ توما هوك الأمريكي بل ولا حتى شريحة من التي كانت توزعها معلمتها في مركز تحفيظ القرآن لها ولزميلاتها عند كل درس والذي أصبح اليوم محتلا تضج فيه الزوامل والصرخات بعد أن كانت ترتل وتُحفظ فيه الآيات.
يريد أبنائي ومثلهم كثير العودة لما خُلقوا لأجله وهو ( العلم والحياة من اجله) وليس ( الجهل والحياة للقتل من اجله) لكن أنّى لهم ذلك !! فعائلهم مبعدا ويَتربص له المقتحمون لداره عند مسجده وعمله وفي أكناف حيه .. تستميتُ بنياتي وأبنائي للعودة لمدرستهم كما يستميت الجهلة للعودة لعصور الظلام والجهل ولكن ومنذ 21 سبتمبر 2014 وهؤلاء الأبناء قد أنهكت قواهم الطوابير الطويلة من قبل الفجر وحتى الظهر للحصول على الماء من المسجد المجاور. وضعف نظرهم وهم يكتبون ويقرؤون على الشمع مع غياب تام للكهرباء وتسببت أدخنة الموقِد والتي يطهون عليه طعامهم من انعدام الغاز بأمراض في جهازهم التنفسي ...
يتطلع ابنائي للعودة للمدرسة غير أنهم يرقبون الأمل ويتفاءلون من أن يعود للمعتدي والباغي رشده ويضع عن عاتقه آلة القتل والتفجير وأن يُخلص الساسة في سياستهم حبا ودفاعا عن وطنهم وان يتنازلوا له... يتطلع ابنائي للعودة للمدرسة ويترقبون أن تفي الدول الشقيقة والصديقة بتعهداتها في الأعمار والذي خصصت له 8 مليار دولار... يتشوق أبنائي لمدرستهم وقد اتفق بحاح وهادي وأعضاء الحكومة ...يتحرق أبنائي شوقا لمدرستهم وقد وضعت الحرب أوزارها وجلس الفرقاء يتنازلون ويتراجعون وينسحبون ويتسامحون ويتصالحون على مائدة الوطن ولاشيء سواه ..
ابنتي (أميمة) يكاد صوتك الممزوج بالبكاء يحرق فؤادي وأنت تخبريني بأنك تشتاقين لمدرستك وان لا تضيع سنتك هذه وأنت حبيسة انتظار الحلول المطاطية والمتراخية والبطيئة والقاتلة لأزمة وطن انقلب عليه الانتهازيون السلاليون وأصحاب المصالح الذاتية المزمنة الباحثون عن حقهم والساعون إلى هذا الحق عبر أشلاء ودماء الأبرياء و الشرفاء والغيورين عليه .