طاهر العبسي
في الآونة الأخيرة كثر الحديث من قبل البعض عن وجود شكاوى مقدمة لوزارة الخارجية عن ممارسات يقوم بها المعنيون بالمطار رغم نفي إدارة مطار صنعاء ذلك، وبغض النظر عما يقال وما يتردد في بعض وسائل الإعلام، وعن وجود ممارسات خاطئة من عدمها لأن هناك جهات مسؤولة ومشرفة على المطار وعليها التأكد من صحة ما ينشر وما يقال.. كما لسنا هنا محل دفاع عن القائمين بالجانب الأمني وأقصد هنا وحدات الأمن وممثلي اللجان الشعبية، ولكن ما يهمنا هنا كيمنيين القول بأن المنافذ الجوية والبحرية والبرية تمثل مواقع سيادية بامتياز والإجراءات التي يتم اتخاذها عند المغادرة أو الوصول تكون ذات طابع أمني يتسم بالجدية وعدم التهاون، ومثل هذه الإجراءات معمول بها في مختلف مطارات العالم، لأنها تعني في محصلتها النهائية الحرص على سيادة الأوطان وأمن الطائرات والحفاظ على أرواح المسافرين، لاسيما في ظل تصاعد العمليات الإجرامية والإرهابية.
نقول بشفافية بأن الشاكين والباكين من الإجراءات الأمنية يعلمون علم اليقين بأن ما يجري في مطار صنعاء لا يساوي شيئاً أمام الإجراءات الشديدة التي تقوم بها المطارات الدولية في العالم وفي مقدمتها المطارات الأوروبية والأمريكية الذين يتعاملون مع اليمنيين بصفة خاصة ومع المسافرين جميعاً بوجه عام بإجراءات أمنية صارمة لا يمكن مقارنتها مطلقاً بما يجري في مطارات اليمن، وهذا ما لمسته انا وعدد من زملائي عند سفرنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في دورة تدريبية تخصصية خلال الأشهر الماضية.
وكنا نحمل جوازات دبلوماسية «حمراء» من العيار الثقيل، وجدنا بدءاً من مطار دبي وفي كل المطارات الأمريكية التي مررنا بها وصولاً إلى مدينة «تامبا» حيث يقع مقر القيادة المركزية الأمريكية معاملة إجرائية أمنية مشددة وقاسية وروتين معقد لا يطاق، ولكن الشيء الايجابي الذي لمسناه أن تلك الإجراءات لم تكن خاصة بنا كيمنيين، بل يتم التعامل بها حتى مع المواطنين الأمريكيين، ولم نشعر ولو الشيء البسيط بأننا فقط المستهدفين من الإجراءات الأمنية التي يمارسونها في مطاراتهم وتصل إلى مستوى التشليح الكامل للمسافر.. ولو كنا لمسنا شيئاً من التمييز والاستهداف لعدنا أدراجنا من مطار دبي، احرار مكرمين لكن صبرنا وواصلنا سفرنا بصدور رحبة ونفس طويل..
لذلك كله الجميع يدرك طبيعة التحولات والمستجدات التي تشهدها بلادنا منذ انتصار الثورة الشعبية في ال21 من سبتمبر، ففي هذا اليوم تحديداً تم استعادة سيادة مطار صنعاء الدولي الذي كان يعيش حالة من الفوضى شأنه شأن اليمن كله، وهذا ما لم يستوعبه البعض ممن اعتادوا استباحة اليمن ومنافذه الجوية والبرية والبحرية.. عليهم أن يدركوا بأن التغيير الحقيقي قد بدأ من مطار صنعاء، وعلى الأشقاء والأصدقاء أن يتمعنوا جيدا في الإجراءات الأمنية في مطارات بلدانهم، وكيف يتم التعامل مع الدبلوماسيين اليمنيين الذين يعملون في أكثر من أربعين دولة ومنظمة عالمية.. نحن نسألهم لماذا ينزعجون من مثل هكذا تعامل يخدم أمن الوطن وسيادته؟؟ أم أنهم يرون في أنفسهم كباراً ويرون فينا صغاراً لا يحق لنا حتى الدفاع عن سيادة وأمن بلادنا؟!
وخلاصة القول يبقى التأكيد بأن الإجراءات الأمنية المتخذة في مطارات اليمن، لاسيما في مطار صنعاء تعتبر إجراءات سليمة ووطنية بامتياز، وتمثل في مضامينها ذروة الإخلاص للواجبات المنوطة بالمعنيين في الجانب الأمني، وإن رافقتها بعض الأخطاء التي يتم تلافيها أولاً بأول حتى لا تتكرر الأخطاء مرة أخرى، وهذا ما ينبغي أن يستوعبه الجميع بمن فيهم من فقدوا مصالحهم من الفاسدين الذين كانوا يمررون مايريدون عبر هذا المنفذ الجوي اليمني !!