خالد بحاح
في منطقة تعصف بها الصراعات، يبرز اليمن.
هي أفقر دولة في الشرق الأوسط، ومنذ شهر مارس، تفاقمت معاناة شعبي بسبب الحرب اللاإنسانية.
إنتخب الشعب اليمني الرئيس عبدربه منصور هادي في فبراير ????م، بُغية الحفاظ على وحدة البلاد، واستقلال وسلامة أراضيها، وبهدف قيادة كل اليمنيين نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
إلا أن مليشيات الحوثي المدعومة من إيران سرقت هذا المستقبل، واخرجت حكومتنا الشرعية، وارتكبت انتهاكات لا تحصى في مجالات حقوق الإنسان، ووثقت ذلك الأمم المتحدة.
إستجابة لما حدث، يعمل الآن تحالف واسع بقيادة المملكة العربية السعودية، وبالشراكة مع الجيش الوطني اليمني على تحرير بلادنا من التدخل والسيطرة الأجنبية غير المشروعة.
على الرغم من ان المعركة لمستقبل اليمن كانت وما تزال قاسية، حققنا تقدماً ملموساً.
في شهر يوليو الماضي، انتزعنا مدينة ميناء عدن من قبضة الحوثي وأصحبت الآن قاعدة مؤقتة للحكومة الشرعية.
وتزامناً مع تأمين عدن، عكفنا على الإسراع في إيصال وتوزيع المواد الأساسية، والمساعدات الإنسانية لليمنيين، الذين أصلاً كانوا على وشك الدخول في مجاعة قبل اشتعال الصراع الدائر، ويرجع ذلك الفضل الكبير إلى السخاء الاستثنائي من الأشقاء الخليجيين، حيث تم إعادة فتح مدارس عدن التي أغلقت خلال فترة الاحتلال الحوثي.
واستعدنا التيار الكهربائي، وبدأت المستشفيات في العمل مجددًا. في حين ما يزال أمامنا الكثير، يبدأ مسار الطريق الشاق من خلال إعادة فرض السيطرة على الاراضي.
تقدمت قوات الجيش الوطني والتحالف في محافظة مأرب الشمالية الواقعة على أعتاب العاصمة صنعاء. سوف نستعيد عاصمتنا، ونعيد الشرعية لبلادنا وكل الآمال لكافة أطياف الشعب اليمني. بإمكان الحوثيين تجنب إراقة المزيد من الدماء عبر الإلتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الصادر بتاريخ ?? ابريل، والاعتراف بالشرعية، وبالحكومة المنتخبة بحرية، وكذا تسليم الأراضي التي استحوذوها بشكل غير قانوني.
من حق المجتمع الدولي والعالم ان يعبروا عن قلقهم ازاء عدد الخسائر، خاصة من المدنيين، بسبب الحرب الدائرة. فوفاة أي مدني مُصيبة يدمي لها قلبي، والقوات الموالية لنا تتبنى إجراءات إستثنائية بُغية تجنب سقوط ضحايا من المدنيين، والتركيز فقط على الأهداف العسكرية.
لكننا اليوم نشهد أدلة فضيعة، وثقتها منظمات دولية موثوقة، حول إخفاء الحوثيين مخازن السلاح، وإقامة مخابئ في المناطق المدنية، بالإضافة إلى اتخاذ المعتقلين السياسيين دروع بشرية. تتمتع ممارسات جماعة الحوثي بدعم قوة إقليمية.
إن بلادي حريصة على إقامة علاقات طيبة مع كل الدول، بما في ذلك جمهورية إيران الإسلامية، شريطة إحترام مواثيق الأمم المتحدة - لا سيما عدم التدخل في الشؤون الداخلية - وتطبيق نصوصها.
يجب على طهران ان تختار: إما تواصل زرع الفتن ورعاية علاقاتها مع حركة اثارة الفتنه - الحوثيين - او تتعامل مع السلطة اليمنية الشرعية. يجب الإسراع في إنهاء الصراع الدائر.
فسبب استخفافهم لسيادة القانون، خلق الحوثيين فراغاً خطيراً بالسلطة في إمكان متفرقة من البلاد، فاستغلتها تنظيمات قاعدة وداعش، العدوان اللدودان للإنسانية.
ونتيجة لذلك، أصبح مستقبل بلدي على المحك. ارتدادات الفشل في اليمن ستؤثر على الإقليم والعالم، عبر تعزيز وتشجيع المتطرفين.
في حين يرسل الإنتصار رسالة قوية إلى ما خارج سواحلنا، مفادها ان اليمنيين ملتزمين إلتزام كامل بالدفاع عن حقهم في تقرير مصيرهم، وذلك أمر غير قابل للتفاوض، ولتحقيق الإزدهار في السلام، ولعكس هذه القيم في شتى انحاء الشرق الأوسط.