افتتاحية الوطن السعودية
من يريد أن يدخل في حوار ومفاوضات من أجل إنقاذ اليمن يجب أن يتعاون كي ينجز ذلك مع الآخرين، لا أن يقصف الأحياء السكنية ويقتل المدنيين ويمنع المساعدات الطبية والإنسانية عن أبناء الشعب اليمني.. وعلى هذا الأساس فالواضح أن ادعاء الانقلابيين الموافقة على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 والتفاوض لإيجاد مخرج سياسي، لا يتجاوز كونه لعبة لكسب الوقت لتمرير خطة بديلة قد تنقذهم من النفق المظلم الذي أوغلوا فيه، وانعدمت وسائل خروجهم منه، إثر تدخل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة لدعم الشرعية اليمنية ومساندة المقاومة الشعبية والجيش الوطني.
تحدثت "منظمة أطباء بلا حدود" منذ أيام عن احتجاز الحوثيين شحنة مساعدات طبية قبل وصولها إلى مدينة تعز بهدف زيادة الضغط والحصار على سكانها، والأكيد أن تصرفهم هذا لا يوحي بنيّة إيجابية تجاه حوار لإنقاذ اليمن.. والأكيد أيضا أن موعد تحرير تعز بات قريبا، وهو ما وعد به الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال اتصاله الهاتفي برئيس المجلس العسكري في المدينة وحديثه عن استمرار دعم المقاومة والجيش الوطني في مواجهة الميليشيات الانقلابية.
تطورات المعارك في تعز وغيرها لا تشير إلى احتمال التزام الانقلابيين بما وعدوا به لبدء الحوار اليمني، إذ لا يمكن حدوث حوار مع تصاعد العمليات العسكرية، ولو بادرت الميليشيات بالانسحاب من بعض المواقع لكان هناك قول آخر، إلا أن مجريات الأمور لا توحي بذلك، وعليه فلا بد أن تكمل قوات التحالف العربي مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني مشروع تطهير اليمن من أتباع طهران، وإعادة الشرعية لتمارس مهامها في إدارة الدولة وفق الأطر التي تحمي مصالح الشعب اليمني بعيدا عن المطامع الإيرانية.
بناء على ما سبق، يقضي المنطق بأن تضمن الأمم المتحدة للحكومة اليمنية تطبيق الحوثيين وأعوان المخلوع قرار مجلس الأمن 2216، لأن الدعوة إلى الحوار مع متابعة الانقلابيين انتهاكاتهم بحق أبناء اليمن فكرة عقيمة، بدليل المجازر التي ارتكبها الحوثيون في تعز خلال الأيام الأخيرة.. ما يعني أن الانقلابيين يراوغون، وربما ينتظرون تعليمات طهران، من غير أن يدركوا أنهم يكتبون نهايتهم بتعنتهم وإصرارهم على التمادي في عدوانيتهم تجاه أبناء اليمن.