حسين الوادعي
عندما بدأت مفاوضات جنيف1 كان تحالف الحوثي-صالح يسيطر على اغلب المحافظات من صعده إلى شبوة.
لهذا دخلوا المفاوضات بغرور الأمر الواقع باعتبارهم ممثلين حصريين لليمن ورفضوا أي حوار مع هادي وطالبوا بحوار مباشر مع السعودية من أجل "وقف العدوان".
بعد هزيمتهم في عدن ثم في مأرب بدؤوا يحسون أن الوقت ليس في صالحهم وأصبح التفاوض سما لا بد من تجرعه.
لا شك أن تحالف الحوثي صالح كان المتسبب في فشل مفاوضات جنيف1، لكنهم قدموا بعد ذلك إشارات هامه تؤكد استعدادهم للدخول في المفاوضات وتعنتت السعودية في رفض التعامل مع هذه الإشارات.
الأزمة بالنسبة للسعودية كانت أن أي حل سياسي في ظل استمرار سيطرة الحوثيين على محافظات الثقل السكاني لن يؤدي إلا إلى سيطرة شبه كاملة لهم على السياسة والقرار الداخلي.
لهذا أصرت على المماطلة في الانخراط في المفاوضات، والمضي في الخيار العسكري حتى هزيمة الخصم أو تهميش تأثيرهم إلى أدنى درجة ممكنه.
من المؤسف القول أن هادي وحكومته لا يملكون قرارا مستقلا بخوض المفاوضات. وجل ما يملكونه هو انتظار التوجيهات من الرياض.
هذا لا يعني جدية تحالف الحوثي-صالح في المفاوضات. إذ أن النقاط السبع المطروحة هي في حقيقتها شروط تسعى لتحويل هدف القرار من "إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية" إلى "إيقاف العدوان" واعتبار الانقلاب والحروب الداخلية "شأنا داخليا" يتم مناقشته بين القوى اليمنية لاحقا!
لكن بغض النظر عن محاكمة النوايا فإن إعلان الحوثيين القبول بالقرار 2216 فرصة سياسية مهمة للاتفاق على آلية تنفيذية دقيقة وبرقابة دولية تضمن عدم تلاعب أي طرف بمخرجات التفاوض.
أما بالنسبة للحل العسكري للتحالف فيجب أن يكون داعما لتنفيذ القرار والتسوية السياسية وليس بديلا عنها.
أما إذا استمر التحالف في رفض التفاوض واستمر الحوثيون-صالح في تفجير الحروب الداخلية فإن الوارث الوحيد ستكون الراية السوداء التي لن تكون بحاجة للتفاوض مع أحد.
* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك