حسين الوادعي
حارة "السد" حارة يمنية عادية تقبع عند أقدام جبل نقم لكنها اليوم كانت على موعد مع مأساة مزدوجة.
كانت الميليشيا الحوثية قد بدأت أنشطتها "الاعتيادية" منذ الصباح. بدأت بملاحقة واعتقال مجموعة من المواطنين تارة بحجة أنهم دواعش تارة بحجة أنهم إصلاحيين. كانوا يقومون بعملهم بإتقان مهددين أحيانا باقتحام البيوت ومهددين أحيانا بتفجيرها.
سالت دموع الأمهات غزيرة هذا اليوم على الأبناء المخطوفين، بينما في أزقة الحارة الضيقة يتناثر الرجال الذين فقد 90% منهم على الأقل وظائفهم بسبب حروب الميليشيا. ورغم فقرهم لم يتورع أمراء الميليشيا عن بيعهم المواد الغذائية والغاز والنفط بخمسة أضعاف سعرها. ومن يحتج ينصحونه بالذهاب للقتال في مأرب والحصول على غاز وبترول مجاني من هناك.
في المدرسة الوحيدة بالحارة جمع الحوثيون بقية السكان لإجبارهم على التوقيع على وثيقة الشرف القبلي التي تؤسس لحرب أهلية داخل كل بيت.
في الساعة الخامسة والنصف أطلق طيران التحالف صاروخا على الشارع الإسفلتي الوحيد في الحارة حيث يتجمع الأطفال ليلعبوا الكره.
تحولت جثث الأطفال إلى قطع متناثرة. وجرى الآباء لإنقاذ من بقي حيا من أطفالهم. لكن طائرات التحالف أبت إلا أن تطلق صاروخا ثانيا على نفس الشارع وعملية الإسعاف على أشدها. ثم اتبعتها بعدة صواريخ في الأزقة القريبة الضيقة للحارة.
حسب شهود العيان قتل 5 أطفال بينما عدد الجرحى لا زال مجهولا.
مضت طائرات التحالف للبحث عن أهداف جديدة، وتابعت الميليشيا الطائفية عمليات الاعتقال والخطف والتهديد والتجويع.
مجرد قصة نصف يوم لحارة يمنية صغيرة تحت الحرب.
* من حائط الكاتب على موقع فيس بوك