خليل العُمري
أمس الأول تعرضنا للتوقيف عند نقطة للحوثيين في محافظة إب وسط اليمن، كاد صاحب صعدة، معقل الحوثيين، أن يفقد أعصابه وصراخه يزداد حدة، حينما علم أن صديقي الصحفي مجاهد السلالي من "رداع" ذات الثأر التاريخي مع الحوثيين.
رداع هي إحدى مدن الجمهورية اليمنية، بلدة عامرة ومشهورة تقع في الشرق الجنوبي من العاصمة صنعاء على بعد 150 كيلو مترًا وترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 2100 متر، تتبع جغرافيًا لمحافظة البيضاء، وإداريًا لمديرية رداع، يبلغ تعداد سكانها 57215 نسمة، حسب الإحصاء الذي جرى عام 2004.
صديقنا "مجاهد" أجبرته ممارسات الحوثيين على مغادرة مسقط رأسه ومن ثم مغادرة صنعاء، هو لم يأت إلى إب أو تعز كي يقتل الناس أو يفخخ منازلهم أو يحرق المدينة؛ هو صاحب قلم ويستخدم جهازه المحمول، وهو مواطن من حقه التواجد في أي محافظة يمنية.
رداع أوجعتهم، جعلت ذلك العنصر الميليشياوي يتشنج بقوة، حاولت إقناعه أن مجاهد ضيف عندنا، وليس غازيًا على ظهر دبابات الجيش التي استخدموها للقتل والدمار.
بدأ بتفتيش الأغراض الشخصية والملابس، وجد اللاب توب وكأنه عثر على أداة خطيرة، ازداد غضبه، كان بجواره شاب أصغر منه بكثير هو المشرف على النقطة، كان يحاول أن يتخاطب معنا بود.
لا يعرف ذلك العنصر استخدام اللاب توب والجوال النت، قال لمجاهد افتحهما، بدأ بالبحث عما قال سيدهم إن داخل الكومبيوترات أخطر مما داخل البندقية.
كانت بجانبهم عربة محترقة سوداء وممزقة كتعاملاتهم مع المارة، ربما أحرقتها المقاومة في عملياتها، كان مفزوعًا وكثير الأسئلة، كان لا يريدني أن أرد، كأنه وجد ضالته عند صديقي.
كنت أنظر إلى تصرفاته بهدوء، الصحفيون المخفيون في صنعاء بدأوا يتواردون إلى خاطري، تخيلت هذا المعتوه وهو يقوم بتعذيبهم ببشاعة، اعتبر الاتحاد الدولي للصحفيين التصريحات الأخيرة لزعيم الجماعة أنها توجيهات صريحة بقتل الصحفيين اليمنيين.
المصادر والتقارير تقول إن الصحفيين يُعذبون في دهاليز الميليشيا لكنهم بمعنويات عالية لأنهم لم ينهبوا من خزينة الدولة طلقة رصاص، ولم يتبعوا أحدًا سوى اليمنيين الحالمين بالعدالة والحرية، ولهذا هم شامخين.
متى كان الموت والتعذيب ينقص من عزائم الرجال؟
بعد أكثر من ساعة، وبعد أن عجزوا عن اكتشاف أننا صحفيين بسبب الجهل العظيم الذي يسكنهم، سمحوا للسائق بالمغادرة، احتجزوا أنفسهم المرتعشة والملطخة بالجريمة ضد اليمنيين.
نحن لا نأخذ إذنًا من عنصر ميليشياوي نهب البندقية من كتف الجندي اليمني، بعد أن قتله أو طرده ثم وضع برميلًا وبدأ يجتاح المدن ويسأل أهل البلاد عن وجهتهم.