شفيع العبد
ربما كنا احتفلنا بشكل يليق بصاحبها، لو جاءت في غير زمن الحرب الذي نعيشه، و نشيّع في يومياته العشرات من المدنيين الأبرياء الذين يسقطون بقذائف مليشيات الحوثي والمخلوع، او ضربات الطيران المسماه مجازا "خطأ".
لكن ذلك ايضا لا يقلل من فرحتنا القادمة من عمق أوجاعنا، ومن بين ركام الخرائب، المتشحة بلون الجائزة، ورائحة مكافحة الفساد، الباعثة للشعور بالإنتشاء في القدرة على رسم معالم الشفافية والنزاهة.
البرلماني "علي عشال"، المعجون بتربة "دثينة"، والمزهو كجبل "صبر"، له مواقفه البرلمانية المشهودة على امتداد مسيرته تحت القبة التي يتجاوز عمرها العقد والنصف من الزمان. علما بأن مسيرة البرلماني لا تقاس بعدد السنوات بل بما تحقق خلالها من انجازات. فهناك برلمانيون يدخلون ويخرجون دون أن يمروا على الذاكرة.
حقنا في الحصول على المعلومة، كقانون، ستتذكره الأجيال، بأن علي عشال كان يقف خلفه، وهو من تقدم به للمجلس.
وجوده في لجنة النفط والتنمية، جعله يتصدى للعقود الاحتكارية، ومنها إلغاء التمديد الذي منحته الحكومة للشركة الأمريكية "هنت" بعد إنتهاء فترة الإتفاق الأصلي.
بالأمس كنا على موعد مع شيء من الفرح، بتسلم البرلماني علي عشال الجائزة الدولية لمكافحة الفساد "جوباك"، التي فاز بها في يونيو من العام الحالي 2015.
"جوباك" هي المنظمةالعالمية للبرلمانيين ضدالفساد، وهي شبكة دولية من البرلمانيين الذين كرسوا أنفسهم للحكم الرشيد ومكافحة الفساد في جميع أنحاء العالم. وقد وفرت”جوباك”منذ نشأتها المعلومات والتحليلات والمعاييرالدولية المعمول بها،كما أنها حسّنت من مستوى الوعي العام وذلك من خلال الجمع بين العمل الوطني والنشاط الدولي.
الجائزة، حافز لجيل الشباب، للعمل على مناهضة الفساد، والوقوف في وجه أهله في مختلف المجالات والاتجاهات.
نبارك للبرلماني الرائع، هذه الجائزة التي ستكون دافع ايجابي لمواصلة جهوده في العمل الوطني.