أحمد عبده ناشر
تعيش تعز اليوم حرب إبادة على يد نيرون اليمن وعصابات الإرهاب وقتل وسفك وتدمير بيوت، أين منظمات العمل الإنساني؟ تركت تعز تموت، تركت تعز وليس هناك عذر فهناك منافذ عديدة. ركزت كثير من المنظمات على الإعلام ونسيت الجانب الإنساني وقرى تعز ومناطقها الجبلية التي تجمع فيها مئات، بل آلاف اللاجئين والنازحين. مات الناس جوعا، لا دواء ولا كهرباء. فأين الأمم المتحدة وأين منظمات المجتمع المدني ولجان حقوق الإنسان وعدم وجود توثيق للجرائم وتقديم القادة السياسيين وقادة الحوثيين للجرائم الإنسانية للمحاكم الدولية. أين القنوات؟ أين القادة؟ أين العلماء؟ أين أين خطاب للجميع؟
إنها حرب طائفية وتصفية مستمرة تدمر المساجد وتحرق بيوت الله ويشردون الأبرياء، فأين المنظمات الإسلامية وهيئات كبار العلماء واتحاد علماء المسلمين؟. لماذا الصمت على كارثة تعز والجرائم بحقها؟
المقاومة اليوم في تعز لا تجد من يدعمها والدولة وقيادة الجيش اليمني الشرعي لا نسمع منهم إلا تصريحات وكلاما حلوا وجميلا ولا نجد دعما. وللعلم فإن جبال محافظات تعز ومديرياتها تطل على عدن والبحر الأحمر، فإذا سقطت فإن المناطق المحررة لن تكون آمنة وهذا ما تسعى إليه إيران وحلفاؤها لاستنزاف الجميع. للأسف لا نقرأ التاريخ، تعرضت تعز لجرائم على الوزير وحكم آل حميد الدين أجداد الحوثيين بناء على فتوى تكفير أهل السنة. استباحوها في الماضي وقتلوا وسجنوا وأحرقوا المزارع في عام 48 وأخذوا الرهائن وملأوا السجون وحرموا تعز من كل شيء وقاوم أهل تعز النظام الكهنوتي البشع، واليوم يتم الانتقام لعام 68 وثورة سبتمبر، للأسف لا نربط الماضي بالحاضر.
تعز تعرضت لإهمال وحرمان النظام السابق الذي وقف ضد مشروع الأمير سلطان لمياه تعز ووقف ضد دعم قطر لمستشفى قطر ومنع دخول المساعدات القطرية للمستشفى القطري وعرقل المنظمات الإنسانية من دعم تعز وحرمت مـن مشاريع التنمية.
تعز مظلومة وتناشد وأهلها العالم العربي والمجتمع الدولي والدول الإسلامية عدم نسيانها والرحمة بأطفالها وأراملها ومرضاها ومساجدها وشيوخها الكبار، لم يتركوا مكاناً إلا ودمروه.
يا أمة الإسلام، تعز تستغيث بالله ثم بدول مجلس التعاون أن يولوها الاهتمام وأن يساعدوا في تحريرها وإنقاذها وأن يساعدوا في تحرير المخاء. على الدول العربية والإسلامية أن تنضم للتحالف وتدعمه، لأن التحالف العربي الذي تقوده المملكة ودول الخليج والأردن والمغرب ومصر يحتاج إلى دهم أكبر لهذا العمل العظيم لإنقاذ شعب مسلم من الإبادة ولإنقاذ المنطقة من حرب خطيرة تمس سيادة العالم الإسلامي. لابد من توسع التحالف، لأننا نحارب دولا في اليمن، من إيران إلى العراق إلى حزب الله. ولا أريد أن أقف عند تعز، فإن تهامة والحديدة والبيضاء نستها منظمات العمل الإنساني.
سألني البعض أين اليمنيون؟ لماذا لم يقاوموا؟ فأجبت: إن هذا أعد له منذ ثلاثين عاماً وأكثر وهؤلاء دربوا وجهزوا الأنفاق والكهوف واشتروا البيوت واستأجروا وخزنوا الأسلحة بدقة متناهية. خبراء إيرانيون ولبنانيون وعراقيون، واستخدموا الحرس الجمهوري وغيره، فالجيش اليمني تم شراؤه والأمن فهو ليس جيش وأمن اليمن للدفاع عنها للأسف، بل هو لأشخاص أعدوه بهذه الطريقة.
لقد استغفل النظام السابق الدول العربية التي لدغت مرتين وكان غزو الكويت والغدر بها وبدول الخليج التي ساندت اليمن. كان يكفي أن يعاقب هذا النظام دون الشعب ولكن عانى اليمنيون بسبب مواقف الحكومة السابقة. وإذا نظرنا اليوم نجد أعلام وصور قادة دول التحالف عندما وجد الشعب اليمني هذه الدول بجواره وأصبحت ضد إيران والحوثيين والنظام السابق.
والواقع أن ما يجري في تعز يجب أن يجد نجدة عاجلة وهذه مسؤولية إسلامية وعربية، فهؤلاء مسلمون وهم يمثلون عامة الشعب ولا يمثلون حزبا ولا طائفة، بل هم من العامة. دمرت بيوتهم وحرموا من أبسط متطلبات الحياة، وإذا كانت هناك جهات تنتقم من تعز بالجملة مع أن تعز أنجبت رجالا مثل هايل سعيد أنعم وأولاده رجال الخير وأنجبت علماء وأنجبت رجال دولة أمثال عبد العزيز عبد الغني ومخلصين بنوا وطنهم وأحبوه، فالله الله في تعز، يكفي ما نراه في القنوات لمشاهد الأطفال والنساء والكهول الجرحى والبيوت المدمرة والمساجـد المحطمة التي استهدفها فيها أعداء الله وأعداء الأمة. ألا يكفي ذلك لأن تتحرك القلوب نحو أناس يشهدون ألا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وسيسأل الله العالم الإسلامي عنهم يوم القيامة.