متولي محمود
رغم التراجُع الذي حدث في جبهة الضباب- والعائد أساسا إلى فارق التسليح وشحة الذخائر- فإن استدراك الموقف لا يزال ممكنا جدا. لا يزال "الجبل الأسود" والمحاذي لجبل صبر من جهة الغرب بحوزة المقاومة، وبعض التباب القريبة منه، كتبة الجزار. هذا الجبل، ومنذ شهر، وقذائف الدبابات والرشاشات تنصب عليه ليل نهار، لكنه مُحصن جغرافيا.
ما يحتاجه الجبل هو مدفعية أخرى وذخائر وأفراد كافيين. طالما وهذا الجبل بيد أفراد المجلس العسكري، فالتوغل أكثر في الجبهة أمر صعب للغاية. منذ بداية المواجهات، لم يكن الحوثيون يهتمون بالهجوم على جبهة الضباب، بل التصدي لمحاولات فك الحصار المفروض من قبلهم على المدينة.
يراهن الحوثيون في تعز على شحة الذخائر لدى المقاومة، وحتى على نفادها. منذ أشهر والمقاومة تشتري الذخائر الكبيرة والصغيرة من مرتزقة الحوثي وعفاش، مع التوصيل طبعا. مؤخرا تم التشديد وتغيير قادة النقاط، وبالتالي تقليل فرص دخول ذخائر إلى المدينة.
يقول لي أحد مالكي الشاحنات، لم نألف هذا التفتيش الدقيق لسياراتنا وفي أكثر من مكان كهذه الفترة. بعد تحرير الجنوب، مثلت جبهة الضباب الرئة والمتنفس الوحيد للمدينة، سواء الدواء أو الذخائر، والتي يتم شرائها بطبيعة الحال من الجنوب. في الواقع، يستميت الحوثيون لقطع هذه الرئة، بأي طريقة، وبالتالي المراهنة على نفاد الذخائر لدى المقاومة، والانسحاب من مواقعها. الدخول من جبهة الضباب، سيكلف الحوثيين المزيد من الخسائر، والكثير من الوقت؛ والجبل الأسود يمثل العائق الأكبر فيما لو ظل بقبضة المجلس العسكري، وقد يفشلون في نهاية المطاف.
فلا خوف إذن من هذه الناحية. ما يبعث على القلق أن ثمة معلومات تشي بدخول 20 طقم حوثي باتجاه مديرية الشمايتين، والهدف قطع خط الإمداد من منطقة ما قبل الضباب، وهي تؤدي ذات الغرض. ونحن نثق بقوات المجلس العسكري والمقاومة في دحرهم، خصوصا في عدم وجود سلاح ثقيل لديهم!