الوطن السعودية
في مثل هذا اليوم قبل عام.. تواطأ الحوثيون مع المخلوع صالح واحتلوا العاصمة اليمنية صنعاء، ثم نشروا ميليشياتهم في مناطق كثيرة من اليمن مثل عدن ومأرب وتعز وغيرها.. وخلال عام كامل تغيرت المعادلة، وبات الجزء الأكبر من اليمن محررا من دنس "الخونة".
قبل عام عطّل الانقلابيون أجهزة الدولة ونهبوا المؤسسات وشلوا الحكومة اليمنية، ولكن الحكومة الشرعية اليمنية تمارس اليوم أعمالها من عدن بعد عودة نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح لتعقد اجتماعها هناك قبل أيام بحضور عدد كبير من الوزراء، واضعة الملفات العسكرية والسياسية والأمنية ضمن أولوياتها، ما يعني أن الأمور تتحرك إيجابيا وفق المسارات الصحيحة لتحرير كامل الأراضي اليمنية من الانقلابيين الذين يتساقطون يوما بعد يوم، وتنحسر مساحات سيطرتهم لمصلحة الشرعية اليمنية التي تساندها المقاومة الشعبية والجيش الوطني وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة.
في ذات السياق متابعة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مجريات الأمور في اليمن أولا فأولا، وإشرافه بشكل مباشر على سير العمليات بالتعاون مع قيادة قوات التحالف العربي، وتحركاته الدبلوماسية والسياسية على المستويين العربي والداخلي تؤكد أنه لا مستقبل في اليمن إلا للشرعية، ولن ينجح مخطط طهران الذي عملت ميليشيات الحوثي والمخلوع على تنفيذه، وما يجري من تحولات في عدن كي تسترد عافيتها وتمضي في سلم الحضارة هو النموذج الحقيقي لليمن الجديد الذي لا يكدر صفوه "الخونة"، ولا يستطيع أتباع "الولي الفقيه" اختراقه.
وعليه، من السذاجة أن يتصرف أذناب طهران كأنهم "الدولة" في اليمن، ليعلنوا يوم 21 سبتمبر عطلة رسمية، على أساس رمزيته بالنسبة لهم، باعتباره اليوم الذي اقتحموا فيه صنعاء، وهو اليوم ذاته الذي تحدثت فيه الحكومة الإيرانية عن "الانتصار" في اليمن، وباركه ساسة طهران.. لكن الإرادة العربية غيرت المعادلة، فقد نبّه يوم "الانتصار" المزعوم العربَ إلى خطورة مخططات طهران، فأحبطوا بتحالفهم القوي مؤامرةَ الحوثيين الذين نقضوا المواثيق التي وقعوا عليها بالتعاون مع أزلام المخلوع عندما نقض هو الآخر توقيعه على المبادرة الخليجية ليصطف إلى جانب "الخونة" كواحد منهم.
لليمن يوم قريب مشهود يتهاوى فيه الخونة.. يوم احتفال حقيقي يجعل يوم "الانتصار" الذي احتفت به طهران ذكرى مشؤومة لدى ساستها.