حسين الصوفي
ما يتعرض له محافظ عدن الأستاذ نايف البكري استنساخ متطابق للحملات العدائية التحريضية الممهنجة، التي تعرض لها سلفه السابق، وحيد رشيد، وقيادات نزيهة كباسندوة وصخر الوجيه.
ما يعني أنها كلها حملات مغرضة تخرج من مطبخ واحد، ولكن بأقنعة مختلفة!
وهذا يعيدنا إلى المربع الحقيقي للصراع، بأنه معركة ساخنة بين طرفين:
الإنقلابيون، مهما تعددت ألقابهم وتغيرت أقنعتهم، فإن أهدافهم واضحة في خلق الفوضى وافتعال الحروب ومحاربة الاستقرار، تحت أي لافتة يظهرون فليسوا سوى إنقلاب مباشر أو امتداد له!
الطرف الثاني: مقاومة الإنقلاب وفريق استعادة الدولة وبسط الاستقرار وإغاثة المواطن المكتوي بنار الحرب العبثية..
هل يدرك الذين يحاربون البكري أنهم وكلاء للحوثي وعفاش في استكمال مهمة الإنقلاب على الدولة ومؤسساتها؟
أليسوا من يفتعل معارك تشغل المؤسسات الحكومية عن أداء واجبها نحو المواطن الذي بلغ مرحلة لا تطاق؟
الحوثيون وعفاش قتلوا المئات وجرحوا الآلاف ودمروا المنازل والمرافق الخدمية وشردوا الناس، وبدلا من أن يسعى هؤلاء لبذل قصارى جهودهم وتكاتفهم من أجل تطبيب جراح المصابين وإغاثة المنكوبين، لجأوا إلى خوض معركة هامشية جوفاء، هدفها ونتائجها المباشرة تقول بوضوح أن مهمتها استكمال دور الإنقلاب، والإجهاز على الجرحى بحرمانهم من العلاج، وصب الزيت على نار الحرب التي عبثت بعدن في جريمة بشعة لم تشهدها المدينة من قبل!
تأملوا حركاتهم وسلوكهم، وعودوا إلى مقدمات تحركات طلائع الإنقلاب في صنعاء، ستجدون أن ملف الجرحى يستخدمونه كما استخدمه أحمد سيف حاشد في اعتصاماته أمام بوابة باسندوة!
وكل قضايا وحاجات المواطنين ستجدونها نفسها هي هي كأنها اليمن اليوم قبل عامين، نسخ لصق، لم يغيروا سوى الأسماء والتواريخ!
كان نائف البكري يقود المقاومة ويدافع عن الغرقى الذين قتلهم الإنقلابيون في عرض البحر من النساء والأطفال، وهم نازحون في #مذبحة_التواهي، بينما كان بعض من يستعرض بالأسلحة اليوم في شوارع عدن، يكدس الذخيرة ويتفرج على دماء العدنيين تسيل بكل وحشية، ولا يجد حرجا، ولا خجلا من إستعراض عضلاته في خلق فوضى يدفع ثمنها المواطن بالأساس، ويفترض أن يسأله الناس: في أي جبهة كنتم تدافعون عن عدن؟!
ما يجب أن يدركه الجميع أن اللحظة العصيبة التي تمر بها البلاد بشكل عام، وعدن على وجه الخصوص، لا قيمة فيها للمناصب، ولا أثر سياسي للمسؤول الحكومي، لأن الظروف تفرض نفسها، بأهمية وضرورة إغاثة المتضررين وترتيب طارئ لاحتياجات السكان القصوى والضرورية، ولا متسع فيها لخوض معارك ومهاترات سياسية رخيصة، قبل إسعاف الجرحى، وإعادة الخدمات الأساسية، والتنافس على بسط الأمن وتسهيل عودة النازحين، وبعدها تعالوا لتدخلوا معركة الخلاف السياسي والإداري من بابه الوحيد، وهو صوت المواطن وحده لا غير..
يجب أن تحترموا جراح الناس وأوجاعهم، فالقضايا السياسية جميعها بما فيها الإنفصال، لا تأتي على حساب أوجاع المواطنين والمتاجرة بمعاناتهم، بل هي قضايا ترتبط بالغالبية من الناس، يدلون برأيهم فيها، ويختارون مصيرهم وطبيعة حياتهم، لكن.. بعد أن يجدوا الحياة أولا ويستقروا في مدينتهم، ويعودوا من شتات اللجوء وعذاب الحرب..
هل أنتم مع المواطن أم عليه؟!