حسين الوادعي
الاجتماع المغلق لمجلس الأمن بخصوص اليمن، وجولات المبعوث الاممي المكوكية والضغط الأمريكي الأوربي لإيقاف الحرب، وإعادة تنشيط مفاوضات مسقط منذ يوليو الماضي .. كل هذه قد تكون إشارات ايجابية لعودة العالم إلى الشأن اليمني.
استطاعت السعودية طوال الأشهر الماضية تحويل اليمن إلى "شان سعودي خالص" مهمشة أي تأثير دولي على مجريات الأحداث. لكن طول المعركة وتصاعد إعداد ضحايا المدنيين ، والوضع الإنساني الذي يسير نحو انهيار الدولة فتحت ثغرات في السور الحجري المتين الذي أقامته السعودية حول اليمن.
من الناحية الأخرى أدرك تحالف الحوثيين-صالح بعد خروجهم من عدن أنهم يسرون نحو معركة خاسرة وان القتال قريبا سيدور حول أسوار صنعاء وعندها سيكون من المتأخر جدا الحديث عن أي تسوية سياسية.
هذه التطورات أحيت الأمل البسيط في العودة إلى مسار التسوية.
موافقة الحوثيين والمؤتمر على القرار 2216 وليس فقط التعاطي الايجابي معه كانت اختراقا مهما نحو التسوية السياسية، لكنهم لا زالوا يلعبون على عامل الوقت وعامل إعادة تفسير القرار بما يعرقل تنفيذ بنوده على الواقع.
بينما تستمر السعودية في الضغط على حكومة المنفى في رفض أي تقارب سياسي مع الحوثيين أو أي نقاش لا يدور "حول التنفيذ الفوري والكامل للقرار 2216".
وجود آلية تنفيذية للقرار مع رقابة دولية على التنفيذ وقوة عسكرية خليجية تردع الحوثيين-صالح من التلاعب مجددا بالاتفاقيات الموقعة قد تجنب اليمن حربا طويلة وعبثية.
رغم ذلك فان الحوار سيكون طويلا وستستمر معه المواجهات العسكرية على أكثر من جبهة حتى الوصول إلى اتفاق تفصيلي واضح وجاهز للتنفيذ. والعامل الأكبر في نجاح العودة إلى مسار التسوية هو عودة الدبلوماسية الدولية والأمريكية بالذات إلى لعب دور مؤثر وحقيقي في الأزمة اليمنية.