د.حسين العواضي
أغاضني هذا الخبر، وزرع الحيرة في رأسي ونحن ما الذي ينقص أبقارنا لكي لا تفوز بمسابقة ملكات جمال العالم؟.
فازت أمس بقرة – دنماركية – بلقب ملكة جمال البقر، في المسابقة العالمية الدولية لعام 2014م.
احتفلوا بها وعلقوا جرسا ذهبيا أنيقا في رقبتها، طافوا بها شوارع المدينة، في موكب فرائحي مهيب، تتخلله الزغاريد والأناشيد الوطنية الزاهية.
ما الذي ينقص أبقارنا؟ حتى تحرم من شرف المشاركة في هذه المنافسات الدولية الرفيعة؟.
وبلا فخر أو تبجح أو غرور فإن – بقرنا – الموقرة أجمل .. وأرشق .. وأذكى .. وشوية محسنات، ومزينات، وتكتسح بقر العالم.
غير أن الدول العشر – الراعية – وضعوا عشرة خطوط تحت الراعية، ثم مجلس الأمن والدول الإقليمية ومنظمة الفاو .. والبنك الدولي لا يريدون لنا النجاح .. ولا التفوق والفلاح.
ينظمون هذه المسابقات سراً وفي حظائر مغلقة، فلا نعلم بها إلا عند إعلان النتائج وتوزيع الأوسمة والألقاب والمناصب.
وليسوا وحدهم – جماعة – عرب إيدول يغشون، ويحابون، وينصبون، حتى أصحاب العيون – الزرقاء – يفعلون ما يفعلون؟.
والسؤال – المشنوق – على حائط آخر العام الذي يلفظ أيامه الأخيرة لماذا يتسلى العالم يضحك .. ويفرح .. ونحن كتب علينا، البكاء والشقاء والتعاسة والعناء.
في البرازيل ينظمون نهاية كل عام مسابقة محلية عظيمة يطلقون عليها مسابقة ملكة جمال القبيحات؟.
تتقدم النساء المرشحات، متوثبات، فخورات للظفر بهذا اللقب التعيس .. الذي سيعيش مع الفائزة حتى نهاية عمرها المديد.
إحداهن فازت باللقب قبل أيام، وأراد زوجها – المخلص الوفي – أن يعبر لها عن فرحته و امتنانه فكرمها ومنحها دراجة هوائية جديدة.
لحظة!! لا تستعجلوا ولا تحسدوا هذ الزوج الخبيث نزع – فرامل – الدراجة، ولا تزال زوجته – حتى الآن - تهيم فوق الدراجة الهوائية في غابات الأمازون لا الشرطة عثرت عليها، ولا الزوج الغيور ذرف دمعة واحدة.
ولماذا الكتابة عن البقر؟ والبلاد على شفا الهاوية والمنحدر.
لا أثر ولا جدوى؟ ضاع ربيع عمرنا وزين أيامنا في الحوار، والشراكة والهيكلة والأقلمة، فلما لا نمنح البقر ما تستحق من الاهتمام والتذكير، والاطراء والتكريم.
حتى والحيوانات منبوذة ومظلومة حين نرتكب حماقاتنا، ونقترف أخطاءنا في حق بعضنا لا نجرؤ على الاعتراف والاعتذار، نعلق كل ذنوبنا على رقاب هذه الحيوانات البريئة.
التماسيح للبكاء الغادر؟ والجمل للحقد الماكر الببغاء للثرثرة، والثعلب للحيلة، وكل هذه الصفات المشينة فينا وأكثر.
وبعد فإن دراسة بريطانية حديثة أثبتت أن المضطربين عقلياً يختارون المحاماة والصحافة؟.
وبعد هذا هل تحتاجون إلى شرح وتبرير، وتفسير وتعليل، لماذا لا نجد غير موضوعات كهذه للكتابة عنها .. والخوض فيها؟.
واعلموا أن القلوب العامرة تتسع كل شيء والقلوب الفارغة ليس بها مجال لشيء وأنه لا يكفي أن يكون للبقرة عقل نظيف المهم أن تستخدمه بشكل جيد.