محمود شرف الدين
الى هادي الى باسندوه الى بحاح الى عفاش الى الحوثي الى الحراك الى الاحزاب الى كل المكونات الى كل صغير وكبير في هذا الوطن الى جيشنا المتفكك اتوجه بهذا السؤال هل تذكرون مسيرة الحياة التي تحل علينا هذه الايام ذكراها الثالثة؟ ذلك الحدث الذي اذهل العالم مسيرة راجلة لثوار أبطال وثائرات عظيمات من تعز، حيث اندلاع شرارة الثورة الشبابية السلمية، إلى صنعاء التاريخ اكدوا فيها عمق المأساة والمعاناة المشتركة لليمن الواحد تحية لهؤلاء الشباب ، الذين سجلوا فعلاً ثورياً وحضارياً يشهد له التاريخ.
الحسرة تختلجني واشعر بغصة تخنقني وانا اتذكر حدثا رائعا تحل علينا ذكراه والعاصمة بلا دولة مكتظة بالمليشيات المسلحة والفوضى فيها سيدة الموقف ، ماذا عسانا ان نقول لأبطال مسيرة الحياة ولكل شباب الثورة شهداء وجرحى ومعافين.
هذه نهاية ثورتكم ومسيرتكم ونضالكم الذي اذهل العالم ، ما الذي ستقوله يا هادي ويا احزاب ويا حكومة السلف والخلف لهؤلاء الابطال ؟؟ لقد خذلناكم وتركناها فريسة للفوضى والتخلف ماذا بوسعكم ان تقولوا غير هذا ؟؟؟ لقد ارادوها عاصمة بلا سلاح واشعلوها ثورة بلا رصاص وصمدوا اشهرا وسنينا وفي الاخير نجدها اليوم تنام وتصحو على دوي الرصاص والقذائف والخوف والذهول والترقب يسكن قلوب سكانها الذين ينتظرون حربا تقتحم الاخضر واليابس من يوم لآخر.
يا للعار ويا للخزي ويا للخيانة دماء الشهداء والجرحى من خيرة شباب اليمن قاتلهم يسرح ويمرح يستلذ بتمزيق اليمن وتفريقه ومن وضعوا فيه الثقة خائف وخانع متواري في ملاجئه والاحزاب كل في فلك يسبحون والرعاة لا حس ولا خبر والمنتقمون يتباهون بأسلحتهم وميليشياتهم؛ بينما الاحباط يقتل العاصمة وسكانها.
ما احوجنا الى مسيرة حياة اخرى ضد الخونة والجبناء ومثيري الفتن وضد العجزة و مليشيات الارهاب التي تنتشر في كل ارجاء البلد ليست من تعز الى صنعاء بل من المهرة الى صعدة ضد كل ما هو حاصل يا للأسف ويا للحسرة .
انني لأجد نفسي مضطر لان انسى هذا الواقع السيئ والمحبط واعيش ذكرى مسيرة الحياة الرائدة مسيرة اليمن نحو حياة حرة وكريمة اتذكر في 24ديسمبر من عام الثورة الأول 2011م عندما وصل ابطالها صنعاء والقشعريرة تدب في جسمي من عظمة و إصرار وعزم شبابها في تحقيق أهداف ثورتهم ،معززين روابط التلاحم الأخوي والوحدوي والثوري بين أبناء اليمن في تعز وبقية المحافظات بما فيها صنعاء حاملين رسالة فحواها أن لا مجال للتفرقة الطائفية والمناطقية.
عانوا في طريقهم وتعرضوا للإيذاء بالرصاص وبالحجارة والبرد والحرارة والعناء لكنهم في نهاية المطاف وصلوا صنعاء التي خرجت عن بكرة أبيها لاستقبالهم بشكل هز أصنام النظام المتهاوي وزلزل الارض من تحت أقدامهم يوم عظيم شهدته صنعاء وهي تستقبل مناضلين بأقدامهم المتشققة، يا لروعة ذلك اليوم الذي تهاوت فيه أفئدة الناس في صنعاء إلى مداخلها لاستقبال هؤلاء الأبطال ومعهم رائدات ثائرات رفعن بثورتهن رؤوسنا أمام العالم!! فاستقبلهم أبناء صنعاء بفرحة امتزجت فيها الدموع بالدماء ،فكأننا في يثرب نستقبل المهاجرين ، لقد بكينا فرحاً ونحن نستقبل مسيرة أعادت الحياة لوطن جثم الفساد والظلم والتخلف والمرض على صدره 33 عاماً، بكينا ثورية ونقمة على القتلة والمجرمين ، الذين اعترضوا حياة اليمنيين وكرامتهم في دار سلم وشارع تعز والزبيري ،وسفكوا دماء أبطالنا ، بكينا لعنة على من أظلم شوارع صنعاء لكي لا يشهد العالم مدى احتفاء صنعاء بتعز وبعدن وإب و أبين وذمار، واحتفلوا بمتعة كبيرة لم يفسدها قطع التيار الكهربائي عن كل شارع تمر به مسيرة النور والحياة فقد أشعل شباب الثورة أصابعهم ليضيئوا ا سماء عاصمتهم فرحاً بهذا الحدث العظيم. ونبكي اليوم الاوضاع التي تعيشها صنعاء وبقية محافظات اليمن انقذونا يا شباب الثورة ولا تنتظروا حلول العجزة والعملاء والمأجورين والمستعمرين .
في الذكرى الثالثة لكم يا فرسان وفارسات مسيرة الحياة كل إجلال وتقدير من كل أبناء اليمن ،ولكم يا شهداء مسيرة الحياة المجد والخلود ، ولكم أيها القتلة المجرمون والخائنون لعنات الشعب والتاريخ.
*الوحدوي نت