سامي نعمان
وصم ميليشيات الحوثي بالإرهابية ليست شتيمة بل هي وصف لممارسات تقوم بها الجماعة ..
ماذا تصنفون جريمة قتل خمسة عشر امرأة منتصف الليلة قبل الماضية في ديلوكس بتعز بقذيفة كاتيوشا أطلقوها من خارج المدينة، وهدم 14 منزلاً في منطقة بركان مكيراس قبل أيام، بعضها هدمت على رؤوس ساكنيها تفجيراً أو تدميراً؟!
هذا مثال على أن الحوادث الشبيهة كثيرة ولا يمكن أن تحصى وضحاياها بالمئات؟!
هل ننتظر أن تحد جماعة الحوثي سكاكينها وتذبح تلك النسوة وأولئك الضحايا بالسكاكين لتكون هذه الواقع جريمة ولتكون الجماعة إرهابية؟!
دأبت الجماعة الإرهابية على تكريس مفهوم أن الإرهاب هو القتل ذبحا أو تفخيخاً، وللأسف جاراها في هذا الفهم كثير من المتحاذقين.
وفي إحدى نوادرهم السخيفة (لكنها نادرة إرهابية) الهادفة لإثارة فزاعة داعش في عقول الناس أعلنوا الأسبوع الماضي في المسيرة أنهم وجدوا في أحد أوكار خلية إرهابية في أرحب كميات كبيرة من السكاكين التي يستخدمها أعضاء داعش لذبح الناس (سمعتها من الراديو قبل أن تقطع وضحكت كما لم افعل من قبل).. تحدثوا عن السكاكين المزعومة قبل أن يكملوا بالحديث عن الأسلحة والمتفجرات والأحزمة والعبوات الناسفة المزعومة التي عادة ما ينقلونها من موقع لآخر ويستدعون العدسات لتصويرها.. عموماً لديهم رواج لمثل هذه الأخبار السخيفة لدى جمهور معين هم من يستهدفونه تحديدا، وخصوصاً أولئك الذين يقنعونهم بان يكونوا ضحايا، قتلة أو مقتولين في زفة جرائمهم ”إن لم تقاتلوهم معنا سيأتون إليكم ليذبحوكم في بيوتكم". الإرهاب هو كل ما يثير رعب الناس من الموت أو الخطر أو انتهاك الكرامة أو مصادرة الحقوق بدون سلطة القانون والعدالة المستقلة وبغطاء دولة شرعية.. وهذا مفهومي البسيط للإرهاب.
هل تشعر بالحد الأدنى من الأمان في ظل سلطة هذه الميليشيا؟! هل تشعر أن كرامتك مصونة ومستقبلك ومستقبل أبنائك ووطنك في الحد الأدنى من الرضا في ظل سلطتها؟!
حتى في ظل وضع طبيعي بدون حرب عليها هل تعاملت معك هذه الميليشيا يوما بادوات دولة قانونية في خصومة ما عبر قضاء مستقل أم أنها أنفذت أحكامها على الناس واقتحمت منازلهم وروعت أسرهم واختطفتهم بطريقة العصابات الإجرامية القبيحة.؟!
هل فجرت بيوت ومساكن الناس بأحكام قضائية أم بالعنجهية ولغرض الإرهاب، وماذا تسمي من قتلوا داخل بعض تلك المنازل ضحايا إرهاب أم ضحايا شغب بالمفرقعات؟
هل تستطيع أن تشكو أحد قياداتها إلى سلطة مستقلة تستطيع أن تنصفك أم أنك لا تستطيع أن تثبت حتى اسم اصغر مشرف في الميليشيا لأنهم يظهرون بالكنى واستخدام الأسماء المستعارة والكنى مع صعوبة معرفة الأسماء بحد ذاته إرهاب، وتخاف إن عبرت عن شكواك وصدحت بها أن تقتل وتنتهك كرامتك وحرمتك وتروع أسرتك إن عارضتها معارضة سلمية.
هل تصادر هذه الميليشيا الحقوق بمزاجها أم بأحكام قضائية مستقلة.. لصالح من تصادر الحقوق والممتلكات إن فعلت؟!
ماذا تسمي ميليشيا كان غاية همها الإجهاز على الدولة وتعطيل مؤسساتها واحتلالها واحلال عصابة تتحكم بمصالح الناس وفقا لهواها ومزاج رجل واحد؟!
هل تشعر أنك مواطن وتتمتع بأبسط حقوق المواطنة؟!
أسئلة كثيرة بإمكانك أن تسألها تتعلق بالشأن العام والخاص.. لتدرك هل تشعر بالخوف منها ام لا؟! خوف وإرهاب دون الخوف من سلطة القانون.. وهذه الأسئلة وغيرها يمكن أن تقيس بها مستوى إرهاب جماعات العنف الأخرى؟!
إن رأيتم أن الجماعة بريئة من اغلب تلك التساؤلات فحينئذ سنعترف نحن من نصمها بأنها إرهابية بأننا متجنون ومتحاملون عليها!!
ليجب كل شخص على تلك التساؤلات وغيرها لنفسه، وليكن صادقا معها على الأقل؟!
اسألوا وأجيبوا بصدق واقسم أنه لو قدر لمحمد المقالح أن يجيب بصدق ودون خوف وبذات الطرح والقيم التي كان يخادعنا بها قديما لقال إنها أخبث عصابة إرهابية حصلت في تاريخ اليمن وأنها ليست دولة ولا تمت للدولة بصلة ولن تكون يوماً ما دولة.
لكنه وأمثاله يعملون بمبدأ ”قارب الخوف تأمن".