محمد جميح
البارحة في برنامج "حديث الثورة"، على قناة الجزيرة كان ممثل الحوثيين عبدالوهاب الشرفي، "رئيس مركز رصْد الديمقراطي"، من صنعاء يقول: إن في تعز حاضنة شعبية لـ"أنصار الله"...
قنبلة فراغية من حجم حوثي، فجرها الزميل الشرفي على مشاهدي الجزيرة...
قلت له في البرنامج: من العيب أن نقول إن في تعز حاضنة شعبية للحوثيين...لا لشيء إلا لأن هذا تزييف للحقائق...
الصحيح، أن تعز فيها حاضنة عسكرية للحوثيين تتمثل في معسكرات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وأفراد محدودين اشتراهم الحوثيون بعد أن غلبوا الانتماء للسلالة على الانتماء لتعز... للوطن...
البارحة، اتهم الشرفي وهو المتحدث "الحقوقي جداً والديمقراطي جداً" ، اتهم المقاومة بارتكاب جرائم حرب في تعز، لكنه عندما ذكِّر بما فعله الحوثيون في تعز أمس، اكتفى بالقول إنه يدين قتل المدنيين من أي طرف كان، في محاولة لرفع الحرج، ليس إلا...
وعلى الرغم من أن المقاومة أدانت ما جرى من أعمال سحل وتمثيل بجثة أحد القناصة، وعلى الرغم من أنها نفت علاقتها بما حدث، لأن من قام به هم أولياء دم ضحايا ذلك القناص، وعلى الرغم من أن العمل مدان، ولا يمكن تبريره، إلا أن الشرفي يصر على اتهام المقاومة بما جرى، في وقت أراد فيه أن يُعوِّم جرائم الحوثي في تعز بقتل النساء والأطفال وهدم منازل المدنيين، عندما اكتفى بالقول إن استهداف المدنيين مدان من أي جهة كانت، وهو يعلم أن الحوثيين أمس أمطروا الأحياء في تعز بيوم أسود من تاريخهم...
قلت للشرفي: كيف يمكن لرئيس مركز ديمقراطي أن يؤيد مليشيا ليست حتى حزباً سياسياً، وقلت: كان عليه وهو رئيس مركز "رصد الديمقراطي" أن يرصد جرائم المليشيات بدلاً من أن ينبري للدفاع عنها، والتستر على جرائمها في تعز وعدن...
ديمقراطية الشرفي هي ديمقراطية الحوثي الذي يؤمن بالدولة المدنية في آن، وبحق البطنين في الحكم في الآن ذاته...
حقوق الإنسان التي يدافع عنها الشرفي، وغيره من "حقوقيي الحوثي"، هي "الحقوق الإلهية" للحوثيين وأسلافهم في التسلط على رقاب أبناء شعبنا، باسم البطنين والسبطين وغيرها من تسميات دينية طائفية عنصرية...
أسفي على الزميل عبدالوهاب الشرفي الذي يحاول أن يظهر محايداً، لكنه لم يستطع مقاومة نزوعه السلالي لتأييد مليشيا تفكر خارج إطار العصر...!