علي العمراني
كانت حجة تخفيض أسعار المشتقات النفطية الذريعة الرئيسية التي استند اليها الحوثيون في حصار صنعاء وغزوها واجتياحها ..
لم تمر سوى عشرة شهور حتى بلغ زيف تلك الفرية منتهاها وأقصاها..
لعل هناك من توهم بأن الحوثيين قادرون على خفض أسعار المشتقات النفطية بشكل مستمر، وربما هناك من توقع بيع النفط ببلاش، كإحدى ثمار ومعجزات المسيرة القرآنية المباركة..!
لا ألوم عبد الملك كثيرا فهو مجرد شاب ريفي يجيد القتال وشيئا من الخطابة المطولة ، ولعله مفتون بمعرفته أحكام النحو على حد وصف الاستاذ البردوني لأحد القادة السطحيين ذات زمان..
لكن عبد الملك، على الرغم من كل ذلك، ضحية لتصديق فرية تاريخية كبرى متوارثة ، وهي فرية الإصطفاء وحصر الولاية في البطنين إلى يوم الدين .. !
وهو ضحية إيضا لتلبيس وتدليس بعض مثقفي صنعاء المخادعين، حملة الدرجات العلمية العصرية..
ولذلك فإن الملامين أكثر من عبد الملك، هم أولئك من حملة الشهادات العلياء، ومن ذلك حملة الدكتوراه الذين روجوا للخرافة سراً وعلانية، وراهنوا على معجزة واستندوا إلى الأساطير، ودفعوا أبناءهم، طلاب المدارس والجامعات إلى حمل السلاح والقتال، في صنعاء وغيرها، على مرأى ومسمع ، انتصارا للمسيرة ودعما لصاحبها.. ورأيت أحد أولئك، حملة الدكتوراه، يتحدث في قناة اليمن، بعد الإستيلاء عليها، من قبل المليشيا، وعيناه بارزتان، جاحضتان، يعني "مبهرر" يتوعد ويهدد، ولا يبالي..! ولعله ذكر كثيرين ب"أحمد يا جناه" ، رحمه الله .. والفارق أن أحمد يا جناه كان يحمل سيفا فقط ، أما "المبهرر" الجديد فيحمل شهادة دكتوراه..
الان حان وقت المراجعة يا "سيد" عبد الملك ، ابتداء بالفرية الكبرى ، الفرية الأولى الأصل ، فرية حصر الولاية في البطنين.. وانتهاء بكل ما ترتب عليها من أوهام وظلم وخراب في شئون الثقافة والإجتماع والسياسة والإقتصاد وأسعار النفط، وضياع بلد عريق ومحترم ..
حان الوقت ليتوقف الدجل والخداع الذي مارسه من يفترض أن إرتباطهم كبير بالعصر وعلومه ومعارفه ، حملة الشهادات العلمية العلياء..
ساعدوا الرجل أيها "العالمون" " العارفون" في التقييم والمراجعة وإعادة النظر بعيدا عن الأساطير والتضليل..
ساعدوه في التخلي عن الخرافات والأوهام .. ساعدوه لإيقاف الحرب .. وإنقاذ البلاد..