متولي محمود
قبل ثلاثة أشهر كتبت مقالا بعنوان "معركة الخمسين المصيرية.. لماذا نغض الطرف عنها؟!". كتبته بعد أن تسلل إلى جبل وعش قناصة حوثيون بتواطؤ من سكان محليين، وتحدثت عن أهمية هذا الموقع الكبير، وعن خطورة سقوطه على مواقع "جبل جرة"، "شارع الستين" و "عصيفرة".
القاعدة تقول: "من يسيطر على جبل وعش، يستطيع التحكم بشارع الستين."
سقط "جبل وعش" وسقطت بعده نقطتي الستين، وسقط بعدهم "حي الزنوج" المتاخم لجبل جرة، وشكل ذلك تهديدا كبيرا له لولا عناية الله وبأس رجال المقاومة وحبهم الجامح لتعز، وحب التضحية لأجلها.
يقع جبل وعش شمال جبل جرة، يفصل بينهما حي الزنوج الكبير وجبل الزنوج. يقع في نهاية شارع الخمسين الممتد من نقطة السمن والصابون- مفرق شرعب إلى منطقة الحوجلة غرب عصيفرة. إذن يقع شمال جبل جرة، جنوب شارع ونقطة الستين، وغرب عصيفرة.
لم يكن في جبل وعش أي تواجد عسكري للمقاومة رغم وقوعه في نطاق سيطرتها. عندما سقط موقع اللواء 35 المطار القديم، تسلل حوثيون إلى الجبل بتواطؤ من المتحوث عبدالحكيم دائل التبهة من أبناء مخلاف، الذي أدخل قناصة إلى منزله ومنازل أخرى في الجبل.
بعد السيطرة على أجزاء من الجبل، استطاع الحوثيون تعزيز تواجدهم في شارع الخمسين بكتائب وعتاد عسكري كبير حتى أحكموا السيطرة على الجبل، وبالتالي الضغط على عصيفرة ونقاط الستين، وبدأوا بالتمدد في حي الزنوج وتضييق الخناق على جبل جرة.
موقع جبل وعش كبير وآهل بالسكان، كما يمتد نطاق سيطرة الحوثيين عليه إلى منطقة الحوجلة المحاددة لعصيفرة.
في نهاية شهر رمضان، تمكن رجال المقاومة في جبل جرة من فك الحصار المفروض على موقعهم عبر تحرير منزل عبد الصمد دبوان وتبة أنس النهاري الذين تتمركز فيهما قناصة حيث سقط العديد من الشهداء على أيديهم. بعد تحريرهما، تمكنت المقاومة كذلك من السيطرة على حي الزنوج كاملا، وتدور المعارك الآن في جبل الزنوج الملاصق لجبل وعش.
بمعنى آخر، تبدو المعركة عكسية الآن، وكما دخل الحوثيون وسيطروا على جبل وعش وأسقطوا مواقع مهمة، تستطيع المقاومة- فيما لو تمكنت من تحريره- استعادة بقية المواقع وتخفيف الضغط على عصيفرة كذلك.
هنا تكمن أهمية موقع جبل وعش، وتبرز استماتة الحوثيين في الدفاع عليه، الأمر الذي يستدعي تضحيات كبيرة للمقاومة لاستعادته؛ وهذا ما يفسر المعارك العنيفة التي تشهدها منطقة التماس -جبل الزنوج وأطراف جبل الوعش- بين الطرفين.