الأرشيف

ماذا بعد استعادة عدن

الأرشيف
الاربعاء ، ٢٢ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١٠:٥٦ صباحاً

أسماء الحسيني


هل طويت المشكلة اليمنية بعد إعلان الحكومة اليمنية تحرير مدينة عدن من الحوثيين وقوات على عبدالله صالح والاحتفاء بعودتها إلى الشرعية، أو عودة الشرعية إليها..

 

بالطبع لا، فالمشهد السياسي اليمني الذي بلا شك يتميز بوعورة لا تقل عن وعورة تضاريس اليمن الجغرافية، لن يفلت من الحقيقة المرة الماثلة في الأذهان في كل من الصومال والعراق وسوريا وليبيا وقبلهم في أفغانستان .ألا وهى أنه كلما أوغلت وأوغرت قنابل الحرب صدور المدن والدول، كلما تراجعت القيم الأخلاقية، وحلت محلها قيم غير إنسانية متخلفة لا ترى سوى تدمير وسحق وإبادة الخصم،ويخشى أن يصل صراع الفرقاء الأشقاء في اليمن وفي غيره من الصراعات الداخلية في عدد لابأس به من الدول العربية إلى وحشية ودموية ما ترتكبه عصابات داعش وغيرها من العصابات الإرهابية.

لقد تمت استعادة عدن، لكن الهدف ينبغى أن يكون استعادة اليمن كل اليمن، وحمايته من الانزلاق في غياهب الدول الفاشلة التي يستمر فيها صراع أبناء الوطن الواحد حتى يأتى ذلك الصراع الأحمق على الأخضر واليابس. أننتظر حتى يصل اليمن السعيد إلى مثل هذا الحال البائس، هذا هو السؤال الموجه إلى كل الضالعين في المشهد اليمني الوعر، إلى كل ساسة اليمن، وإلى كل أبناء اليمن،وإلى كل الأطراف العربية والإقليمية والدولية الضالعة في المشهد اليمني الوعر. إن أطفال ونساء وشيوخ ورجال وشباب اليمن الذين عصفت بهم سهام المأساة ينتظرون ويطالبون بإجابة شافية لكل هذه الأسئلة، وهو مايتطلب من كافة الأطراف اليمنية والعربية والإقليمية والدولية ترك خلافاتهم وصراعاتهم الحمقاء جانباً، والسعي المخلص لانقاذ اليمن كل اليمن، ولن يتم ذلك بدون تقديم التضحيات المطلوبة والحكمة اللازمة لإنقاذ اليمن كل اليمن، وليس فقط عدن أو صنعاء، والسبيل الوحيد هو طاولة المفاوضات الجادة المخلصة التي تجمع كل الفرقاء للتوصل إلى صيغة لإنقاذ اليمن، وهذا هو الدواء، الذى قد يكون مر المذاق لبعض أو كل الأطراف، لكنه حتميا فى نهاية المطاف.

نقلا عن الأهرام

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)