الأرشيف

حقيقة الصراع السياسي وأبعاده في المرحلة المقبلة

الأرشيف
الأحد ، ١٩ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١٠:١٦ صباحاً

محمد عبدالرب


الصراع القادم في اليمن بعد هذه الأحداث سيكون صراع مشاريع وإيديلوجيات تماما كما هو الحال في كل دول الربيع العربي ، وكل مشروع ستتبناه دولة من الدول الإقليمية أو العالمية وستختار كل دولة من هذه الدول مقاولين لها في الداخل لتنفيذ أجندتها. مهما كان شكل الدولة القادمة فيدرالي اتحادي او أقاليم أول دولتان لن يخرج الصراع عن هذا المنحى .
سيكون عندنا مشروع إيران ومقاوليها في الداخل من حوثيين وهاشميين ويساريين اشتراكيين وقوميين .
وسيكون عندنا المشروع الغربي المأسوني وله مقاولوه وأذنابه من علمانيين وليبراليين ، وهذا المشروع ستتولى تمويله وإدارته دولة خليجية معروفة .
وسيكون عندنا مشروع الدولة العميقة وإعادة إنتاج النظام القديم بأي شكل وله أتباعه من رجال النظام السابق ومشايخه القبليين ورجال المال والاعمال وستتولى عائلة صالح تمويله .
وسيكون عندنا المشروع الإسلامي وهذا الأخير تراى فيه بقية المشاريع السابقة خصما مشتركا ، ولذا تجمعهم العداوة له وتوجه سهامهم إليه .
هذه هي حقيقة الصراع وأبعاده المستقبلية وما رآية المناطقية أو السلالية إلا ستار ودثار يتخفى تحتها أعداء المشروع الإسلامي لتجميع أكبر قدر ممكن من الجماهير ومن البسطاء .
كل أصحاب المشاريع السابقة عندهم الصورة واضحة وقد بدأ أصحاب كل مشروع بتجهيز أدواته واختيار حلفائه ، عدا قطاع واسع من المتدينين لاتزال الصورة عندهم ضبابية والبعض أصبح أداة بيد أحد المشاريع السابقة لضرب إخوانه ، والبعض انطلت عليه حيلة المناطقية فانساق خلفها فترى جهده يصب في خدمة المشاريع الأخرى المعادية لفكرته .
إذا لا مجال للحياد فمن لم يكن له مشروعه الخاص ويخطط لنفسه فسيدرجه الآخرون في خططتهم ومشاريعهم .

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)