سامي غالب
هناك جرائم اخفاء قسري واختطاف وحجز حرية اشخاص تورطت فيها جماعة الحوثيين منذ اجتياحها العاصمة، وبخاصة منذ اعلانها الدستوري المنفرد.
منذ يناير الماضي دخل اليمن أسوأ وضعية حقوق انسان منذ حرب صيف 94. لم يمارس قمع الحريات ومصادرة الحق في التعبير بشكل ممنهج ووحشي كما في الشهور الماضية.
هذه جرائم يجب معاقبة المسؤولين عنها. لكن الخطر الأعظم هذه الأيام هو تورط الاطراف المتحاربة في قتل الناس العاديين بالشبهة أو بالسحنة أو باللهجة.
هناك اطراف تقاتل، باسم الشرعية او باسم الثورة او باسم الوحدة او باسم التحرير والاستقلال او باسم مكافحة الارهاب. هناك من بين هذه الاطراف من يقتل باسم الله او باسم شريعة الله او باسم انصار السنة. لكن...
لكن اليمن لم يسقط في الحضيض الطائفي حتي اللحظة رغم بروز مؤشرات علي احتمال ان تتحول الحرب بشكل كلي الي حرب اهلية طائفية.
هذه حرب داخلية مع ذلك، ورغما عن عناوينها السياسية. وتقع علي عاتق قادة اطراف هذه الحرب، المحللين والعرب، الحؤول دون حدوث أية جرائم كراهية في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلوهم وانصارهم. وفي حال حدثت جرائم من هذا المطار، فواجبهم المبادرة الي محاسبة مرتكبيها.
اليمن ليس بلدا من عالم آخر. وما يجري في العراق وسوريا، وما جري في جارنا الأفرب الصومال، يبرهن علي ان الدول عندما تسقط وان الحروب الداخلية إذ تندلع يصير من المحتمل بقوة ان يسقط المجتمع في الجريمة ويستسهل المقاتلون القتل بالهوية وباللهجة.
اليمنيون شعب كريم له ارث حضاري. لكن الصوماليين والسوريين والعراقيين واللبنانيين_ حتي اللبانيين قتلوا علي الهوية واللهجة_ هم شعوب كريمة وعزيزة ولها ارثها الحضاري. وقد تورط المحتربون من هذه الشعوب الشقيقة في ارتكاب فظاعات مثيرة للاشمئزاز، وتأنف النفوس السوية من مجرد التفكير فيها.
هناك جرائم كراهية تحدث علي نطاق ضيق راهنا. والقادة المحترمون_ آمل ان لا اكون قد تورطت في اهانة القراء بالحديث عن قادة محترمين في ظل هذه الفوضى التي تسبب بها هادي وصالح والحوثي وحلفاء كل واحد منهم!_ هم من يسارعون الي احكام السيطرة علي هذا النطاق واحتواء أية تأثيرات سلبية علي مجتمعاتهم جراء وقوع هذه الجرائم ومنع تكررها.
*من صفحة الكاتب في الفيسبوك