عبدالعزيز السويد
لكي يكون للهدنة الإنسانية في اليمن معنى وفائدة للشعب اليمني المحاصر، يجب التأكد من وجود الإنسانية أولاً! هل تحمي الأمم المتحدة ما تبقى من الإنسانية في اليمن؟ وكيف لها ذلك وسلاحها مشاورات واجتماعات غامضة تنتهي بتصريحات عن «التفاؤل الحذر»؟! الأمين والمبعوث كلاهما يؤكد التزام الأطراف المتنازعة بالهدنة الإنسانية، لكنهما لا يشيران إلى آلية التأكد من الالتزام، وحتى الساعات الأخيرة من بدء الهدنة، كما تناقلت الأخبار، حدث لغط كبير، هل هي مشروطة أم غير مشروطة؟ وفي الهدنة السابقة استثمر الحوثي وحلفاؤه الحرص عليها لمزيد من الاجتياحات المسلحة والتمدد. إذا صدقت الأمم المتحدة بإيفاد مراقبين دوليين لمراقبة الالتزام بالهدنة فهو يمثل خطوة مهمة تحدد هل الأمم المتحدة شريك مع إنسانية الهدنة، أم شريك لإطالة أمد المعاناة؟ وخصوصاً مع إشارات واضحة من الطرف الحوثي تقول إن الهدنة غير مشروطة، وحتى وزير الخارجية اليمني قال إن الضمانات التي قدمها الحوثي وصالح لمبعوث الأمم المتحدة «غامضة».
كيف يقبل المبعوث الأممي إلى اليمن بضمانات غامضة؟ أم أنه أسلوبه للبحث عن موطئ قدم للمراقبين؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام المقبلة!
لذلك فإن الحال اليمنية بالنسبة للتحالف العربي وحكومة الشرعية في حاجة إلى إعادة تقدير الموقف والاستفادة من الخروق السياسية والعسكرية السابقة والولاءات المتنقلة. لقد كان واضحاً، منذ البداية، أن الحكومة الشرعية من الضعف بمكان لا تستطيع معه العمل في الداخل حتى بعد تعيين نائب للرئيس تفاءل البعض بوجوده، كما أن الحضور الإعلامي «للشرعية» المعبر عما يحدث في الداخل اليمني أكثر ضعفاً ولم يستطع مواكبة تفاقم الوضع.