شوقي القاضي
قدَّم شفيع العبد استقالتَه "المُسَبَّبَة" من حزبه "الاشتراكي" ، وستُلاحِقه بعدها "تُهَم" قياداته الفاشلة وببغاواتهم ، ويُسدلُ السِتار.
هذا هو المُلخَّص "الموحَّد" لسيناريوهات وأفلام ومسلسلات استقالات الأعضاء من أحزابهم ، جميعها بلا استثناء.
الفارق فقط في مسلسلات الاستقالات هو:
(1) طريقة الاستقالة
فبينما اختار شفيع العبد إشهار استقالته ، والإعلان عنها ، وذِكْر أسبابها ، يختار أعضاء آخرون الاستقالة الصامتة عن طريق "تجميد نشاطهم" وفاعليتهم في الحزب أو الجماعة أو التنظيم ، ومن ثَمَّ "الموات الحزبي" والنسيان ، ولا يتذكره الحزب إلا عند "وفاته" بانتهازية رخيصة ، ونعي مُزَوَّر ، بأنه "كان رحمه الله من مؤسسي الحزب [اشتراكياً / قومياً / إسلامياً / ..] ، وفَقَدَ الحزبُ بموته مناضلاً ملتزماً ، وقيادياً جسوراً ، كان مخلِصاً لمبادئه ، يعمل بـ"صَمْت" ويتحاشى الأضواء ، تغمَّده الله بواسع رحمته ، وعزاؤنا لكوادر وأعضاء حزبنا ولأسرته وأهله ومحبيه"!
(2) التُّهَم التي تلاحِق المستقيل
وهي الفارق الثاني في مسلسلات الاستقالات ، فقيادات الاشتراكي الفاشلة وببغاواتهم سترمي شفيع العبد بأنه "رجعي" و"برجوازي" و"إمبريالي" و[الإمبريالية من الأمبرة ، والتَّوَسُّعيَّة من التوسُّع]!.
بينما سيُتَّهَم المستقيل القومي [ناصري / بعثي] بأنه "مُرتَزَق" و"خائن" و"عميل"!
لكنَّ الكارثة على رأس المُستقيل "الإسلامي" [إخوان / إصلاح / سلفي / جماعة دينية] كان الله في عونه ، التي لن تكتفي قياداته الفاشلة وببغاواتهم برميه بتُهَم أخواتها الأحزاب اليسارية والقومية ، لا .. وكلا
وإنما ستلاحقه بِتُهَم "الدنيا" و"الآخرة" حتى تتأكد بأنها قد أوصلته إلى {جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيْرَاً}!
فهو: ضعيفٌ ، مَذَبْذَبٌ ، مُتَسَاقِطٌ على طريق الدعوة ، يعبدُ اللهَ على حَرْف ، لن يَضُرُّوا اللهَ شيئاً ، .. ثم تختمها بقوله تعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ* وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} 175 – 178 الأعراف.
شفيع العبد
كأن أجمل ما في الحزب الاشتراكي ، شاب ، خلوق ، ملتزم ، يعتزُّ به كل من عرفه وصاحبَه ، وأنا أحد المحظوظين بصداقته.
فهل يتجرأ أعضاء "اللجنة المركزية" في الحزب الاشتراكي اليمني على فتح تحقيق عَلَنِيٍّ بالأسباب التي ذكرها شفيع العبد لاسقالته؟!
وهل تتجرأ دائرة "التنظيم والتنسيب" في الحزب على إجراء "جلسة استماع" مع شفيع العبد لمعرفة جميع الأسباب والمعطيات التي دفعته لتقديم استقالته؟!
أحزابنا ـ بلا استثناء ـ لو كانت "ديمقراطية" و"مؤسسيَّة" لأقامت الدنيا "داخلياً" ولم تقعدها لاستقالة أحد أعضائها ، ولتفاعلَت جميع دوائرها وهيئاتها ، اهتماماً منها بالعضو "المستقيل" أكثر من العضو "المُنْتَسِب" ، لأن "الاستقالات" عن الحزب أو "تجميد النشاط" هو نوعٌ من تقييم مسار الحزب وأداء قياداته ومؤسساته ، ومؤشر خطير لمستقبل الحزب وفاعليته.
تنبيه هام جداً:ــــــــــــــــــــــــ
أنا "شوقي القاضي" ، أرجو ألا يرميني أحد المُعَلِّقين "الإسلاميين" بأيِّ تهمة "إسلامية" يُقْذَفُ بها "المُستقيل"! ، لأني لازلتُ عضواً فاعلاً في "التجمع اليمني للإصلاح" محسوباً على "كُتْلتِه البرلمانية" ، وأحضر لقاءاتها ، وألتزمُ بما نتفق عليه من قراراتها ، وأدفع الاشتراك "المالي" شهرياً ، وبإمكانكم التأكد من مسؤول الكُتْلَة وأمينها العام .. الحمد لله برااااءة.
/نقلا من صفحة الكاتب على الفيسبوك/