حسين الوادعي
لماذا تضرب داعش وتتمدد بهذه السرعه؟
لان داعش "ظاهرة" وليست "تنظيم"..
التنظيم له عدد محدود من الاعضاء ومقر واضح وطريق معين للانتساب. اما الظاهرة فهي منتشرة ومتمدده وهي اقرب الى ان تكون قاعدة عامه للاحداث.
داعش ظاهرة دينية مفتوحة. وهذا يعني انها القاعدة الان وليست الاستثناء!
كل مسلم يحمل فكرا دينيا متشددا هو عضو محتمل لداعش. طالب الثانوية الذي يسمع خطيب الجمعه يدعو بزوال اليهود والنصارى كل جمعه هو عضو محتمل لداعش. طالبة الابتدائية التي تتشرب ثقافة الكراهية الدينية عبر المناهج الدراسي هي عضوة محتملة لداعش. المسلم العادي الذي تم غسل دماغه ليؤمن ان هناك تفسيرا واحدا فقط للدين وعقيدة واحده فقط هي الصحيحه هو عضو محتمل لداعش. الام التي تحضر الحلقات الدينية التي تنشر فكرا دينيا رجعيا هي عضوة محتملة لداعش. (وما "امهات داعش" اللواتي هاجرن مع اطفالهن الرضع والمراهقين للقتال تحت راية "الخلافة" الا مثال على ان داعش تجاوزت مرحلة التنظيم الى مرحلة الظاهرة. وما ظاهرة الامهات اللواتي حرضن اولادهن على تنفيذ هجمات انتحارية داخل المساجد الا دليل اكثر قسوة على حقيقة داعش وحجمها)!
الحقيقة المره ان اغلبية المسلمين صاروا متشددين دينيا بسبب الخطاب الوعظي التفخيخي وممارسات تسييس الدين وتحويل الصراعات السياسية الى صراعات الهية التي مارستها الجماعت الدينية لاكثر من عقد من الزمان. وهذا يعني ان الداعشية صارت موجودة داخل كل مسلم. وان داعش يمكن ان تظهر وان تضرب في اي مكان.
...............................................
من هو الداعشي اذا؟
انه كل مسلم يؤمن ان هناك حقيقة دينية واحده.
وكل مسلم مقتنع اننا يجب ان نقاتل الاخرين حتى يعتنقوا الاسلام طوعا او كرها.
وكل مسلم يؤمن ان ممارسات عرب القرن السابع الاجتماعية مثل زواج الصغيرات وتعدد الزوجات وعزل النساء والسبي والغنائم شرائع سماويه خالده.
وهو كل مسلم يرى ان هناك تعليمات دينية لكل الممارسات اليومية من دخول الحمام وحتى رئاسة الدوله وان اي خروج عن هذه التعليمات كفر وجاهليه.
باختصار .... الداعشي هو المسلم العادي ولكن بعد ان نشحنه جهاديا ونضع في يده البندقيه!
..........................................
الفارق بين ?#المسلم? العادي والداعشي هو فارق في "الفعل" لا في "الفكر".
اما المعامل الفكرية للداعشيه فهي نفس المؤسسات التعليمية والدينية الاعلامية التي نرسل اولادنا لها كل يوم. داعش تستند كليا لنفس العلماء ولنفس الكتب ولنفس الفتاوى التي لا زلنا نستنتد اليها ونعتبرها مرجعيتنا الفقهيه والعقدية.
..........................................
داعش لا تمثل ?#الاسلام?..هذا صحيح.
لكنها في نفس الوقت حالة "توحش داخل الاسلام" اكثر مما هي حالة "انحراف عن الاسلام".
والحل هو انتزاعها من الداخل قبل محاربتها في الخارج. واعني بالداخل هنا داخل الانسان المسلم.