مندب برس - متابعات
مع حلول شهر رمضان المبارك ، شهر الخير والسلام وضبط النفس والعطاء ? فإنه يتبادر الى ذهني أولئك الأشخاص الأقل حظا منا والناس العاديين في أنحاء العالم الذين يعانون بسبب الصراع وعدم الاستقرار وعلى وجه الخصوص الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها اليمن، حيث تتصاعد حدة الاحتياجات الإنسانية بصورة متسارعة لاسيما أن الملايين من الشعب اليمني يعانون يوميا من عدم توفر الغذاء والوقود والدواء والماء. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فان هناك اكثر من 21 مليون شخص بحاجة الى المساعدات، واكثر من مليون شخص اجبروا على مغادرة منازلهم بسبب القتال الدائر، واكثر من 2,500 شخص لقوا مصرعهم و11,000 شخص مصاب.
ومهما كانت وجهة النظر بشأن هذا الصراع فان المتضرر الوحيد من هذه الأزمة هو الشعب اليمني.
زار السيد مارك لوكوك السكرتير الدائم في وزارة التنمية الدولية البريطانية ? المملكة العربية السعودية لمناقشة الوضع الراهن باليمن مع المملكة العربية السعودية والشركاء اليمنيين.
وعلى غرار المملكة العربية السعودية، تتميز المملكة المتحدة بتبرعاتها الإنسانية السخية في منطقة الشرق الأوسط. وقد قدمت المملكة المتحدة من خلال وزارة التنمية الدولية اكثر من 1.2 بليون دولار للأزمة السورية حتى الآن . وقد سبق للسيد مارك لوكوك ان زار كلاً من غزة والأردن ولبنان في الأشهر المنصرمة واخبرني في هذا الأسبوع بأن الوضع في اليمن هو أكثر ما يقلقه في الوقت الراهن. ومن خلال متابعة ما يحدث حاليا، من الممكن ان يتدهور الوضع الإنساني بصورة كارثية في غضون الأشهر الستة المقبلة.
تعتزم المملكة المتحدة منح اليمن أكثر من 100 مليون دولار في هذا العام، ونحن نرحب بتعهد المملكة السخي بالمساهمة بمبلغ 274 مليون دولار تلبية لنداء الأمم المتحدة، على الرغم من أن الاحتياجات المطلوبة كبيرة، إلا ان المساعدات الإنسانية وحدها غير كفيلة بحل هذه الأزمة. نحن بحاجة الى ان نرى حلا سياسيا للصراع. عندها فقط سوف يتوقف القتال وسيكون بوسع وكالات الإغاثة الإنسانية الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا، وعندها يستطيع المهجرون العودة إلى ديارهم والبدء في إعادة بناء حياتهم المضطربة.
كما أننا بحاجة ماسة لنرى استئناف توريد الغذاء والوقود الى اليمن لكي نتمكن من توزيع الأغذية وضخ المياه وإعادة فتح المستشفيات. وهناك في الوقت الراهن نقص حاد في هذه الواردات، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فانه في شهر مايو لم يدخل الى اليمن سوى 18? من احتياجاته الضرورية ليعيش حياة طبيعية. ومع زيادة الواردات الى اليمن سيكون من الضروري أن تسمح جميع الأطراف التي لديها قوات مسيطرة على الأرض بدخول وكالات الإغاثة الإنسانية بدون عائق لتوزيع المواد إلى من هم في أمس الحاجة إليها في جميع أنحاء البلاد.
ومن الجلي ان الأمور إذا ما استمرت على ما هي عليه فسوف يتعرض المزيد من اليمنيين للمعاناة وربما يلاقي المزيد منهم حتفه.. يتعين علينا فعل المزيد لمساعدة الشعب اليمني وعدم إضاعة أي لحظة.