الأرشيف

وماذا بعد قسوة التراجعات؟

الأرشيف
الخميس ، ٢٥ يونيو ٢٠١٥ الساعة ١١:٣٨ صباحاً

تركي عبدالله السديري



في ستينيات القرن الماضي كان عدد النازحين بسبب الفقر والحرب في كمبوديا وفيتنام يثير تعاطف العالم، وفي المقابل كان العالم العربي في ذلك الوقت يُنظر له بتفاؤل، بل كان بعض المنظّرين يرى بأن الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط -وهي العالم العربي- ستكون منطقة ازدهار ونمو لعدة أسباب مثل الموقع الجغرافي والثروات الطبيعية والزراعية، بالإضافة إلى مستوى الجامعات التي كانت في العواصم العربية، وكذلك البنية التحتية التي لم تكن دول شرق آسيا أو القارة الهندية تمتلكها قياساً بالعالم العربي..

اليوم أصبحت فيتنام دولة منفتحة صناعياً، والهند في مقدمة الدول النامية، فماذا حدث للعالم العربي؟ ليت مصائبه كانت اقتصادية فقط، بل للأسف تشردت شعوبه.. انظر إلى العراق فعدد النازحين منه بلغ أربعة ملايين من بلد يفترض أن يكون أغنى بلد عربي، وكذلك سوريا بلغ عدد النازحين منها ملايين أخرى، نفس الشيء اليمن وبعض شمال أفريقيا أيضاً.. أين هو استقرار لبنان القديم؟ كل ذلك بفعل الحروب والأسباب كثيرة من كل ما يخطر في بالك من ظلم وفساد وطائفية.. في المقابل تحملت دول عربية أخرى أعباء النزوح برغم قلة مواردها..

نحن نتحدث عن الأكثرية العربية من ناحية، وأيضاً عن غياب المنطق في واقع وجود دول كانت في ماضيها متفوقة على آخرين ثم إذا بها في حاضرها تراجعت بقسوة مقارنة مع آخرين..

هذا التشريد للشعوب العربية إذا لم يعالج سوف يغير المزيد من الواقع الصعب إلى ما هي تأتي به أوضاع المستقبل الأصعب..

للأسف اليوم نشاهد القنوات العالمية وهي تذكر النمو في دول آسيا وأمريكا اللاتينية ولا يذكر عن العالم العربي في الغالب سوى أخبار انفجارات وأزمات..

أما نحن في بلادنا.. بهذه الجزيرة العربية، بواقع الأخوة الوطنية التي لم يأت تطورها وواقع سيادتها إلاّ عبر حقائق يعرفها العالم.. فنعرف عن ذاتنا ما هو متعدد التشريف لنا ومتعدد جزالة ما نحن فيه من سيادة بعيدة تماماً عن كل ما تعرض له العالم العربي من تراجعات قاسية..


لمراسلة الكاتب: [email protected]

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)