فكري قاسم
من باب التندر فقط: يولد اليمني في مصلحة الهجرة والجوازات!! وأينما وليت وجهك في هذه الأرض، ستلمح (يمني) يحدثك عن السياسة، وعن حرارة (مدرة) (السلتة) وعجينة العصيد. ويختصر لك العالم كله بكلمتين حلوين.. "الدنيا معصودة عصيد". كتب الله علي اليمني أن يولد بجناحين وجواز سفر. إنه مثل الحُب تماماً.. الدنيا كلها وطنه.. والدنيا كلها تتطربق فوق رأسه كمان. قبل فترة غنى الفنان القدير أيوب طارش أغنيته الشهيرة "الوطن ينتظركم يا حبايب بالأحضان" وشهدت المطارات ومنافذ الحدود حركة غير عادية وكان لتلك الأغنية مفعول الطلقة السحرية.. لكن المفاجأة أن المغتربين حينما عادوا إلى وطنهم يحملهم الحنين وجدوا أيوب يغني لهم "ما هلنيش" يااااو والمقلب!! بعض الأغاني – بالمناسبة- خداعة ، هذا صحيح ..لكنني –شخصياً- أفضل مثل هذه الخدعة على أن أعيش حياتي كلها مخدوعاً بأن الغياب هو الحل تاركاً أطفالي يغنون في الداخل "بابا فين".
زمان كنت أدرس عشان أحصل على شهادة تمكنني من السفر والهجرة إلى حين أجد نفسي، حتى إن شاء الله في أدغال الأمازون، لكن هذا النهر العظيم إذا ضايقني، أو أهان عشقي وحبي له، بالتأكيد سيتحول في نظري إلى قبر وألم جارٍ؟! كما وسيحرم نفسه من طيبتي، لأن اليمني كعادتهِ مُحب للأرض.. ويخلص لها حتى وإن لم تكن مسقط رأسه؟!
