فضل مبارك
بالتأكيد أن الوطن غالي ويستحق تضحيات أبنائه لكن أما آن لنزيف الدم الجنوبي أن يتوقف؟
وهل كتب على أبناء الجنوب أن يقدموا مع إشراقة صباح كل فعالية جديدة قربانا جديدا من خيرة طلائعهم؟..
أحاول الكتابة فتتبعثر الكلمات وتتوه المعاني في خضم هذا الصراع اللا متناهي مع النفس بفعل ردات الفعل العكسية على ما يجري في الساحة الجنوبية، تتصارع الأفكار بين ما نرى أنه ينبغي أن يكون إليه السفر، وبين ما تحاول أن تفرضه بعض الأطراف.. تتحدث مع صحبك ومعارفك تجد اليأس والاحباط قد سيطر على الكل، والكل يوجه أصابع الاتهام نحو القيادات ويتهمها بالخذلان وعدم احتواء الفعل النضالي للجماهير وتوجيه هذا الفعل لصالح مسيرة الثورة الجنوبية نحو تحقيق هدفها المنشود.. حيث يتداول الشارع الجنوبي أن القيادات بدون استثناء قد أصيبت بالكساح وعجزت عن استيعاب فعل الجماهير واستثمار هذا الفعل استثمارا حقيقيا.. لقد أصبت كما أصيب الناس في الساحة يوم أمس بخيبة أمل عندما لفتنا يمنة ويسرة لنجد صفوف المشيعين خالية من تواجد القيادات التي ترهقنا بصراعاتها العقيمة.. وهي حالة ليست بالجديدة على قيادات الحراك.. فمن منكم رأى قياديا وأقصد بالقيادي – قيادة فصائل الحراك التي تدعي احتكار النضال ومصادرة حق الأخرين.. من رأى قياديا منهم يتقدم صفوف أي مسيرة أو أي حالة تصعيد ثوري.
بكلمة واحدة صادقة لقد خذلت القيادات هذا الشعب المسكين وها هي تبيع وتشتري فيه وتستثمر دماءه بدم بارد.. ومثلما تحصد رصاصات قوات الأمن والجيش أرواح نشطاء الحراك كذلك تفعل قيادات الحراك بالشعب بأن تقتله كل مرات قهرا وكمدا.
وتعددت الأسباب والموت واحد.
ولذلك فإن ما آلت إليه الأوضاع على الساحة الجنوبية، يتطلب أن تخرج هذه القيادات من تقوقعها في أبراجها العاجية لقيادة فعل الجماهير الذي يعد هذه الأيام في ذروة عطائه قبل أن يسيطر الإحباط ويأتي على كل همة وعزيمة وينفرط عقد هذه الحشود.. وحينها لن ينفع الندم.