حسين الوادعي
?تفجيرات رمضان? الدامية تضعنا امام لحظة الحقيقة .
والحقيقة الان هي ضرورة اعادة الحرب على ?الارهاب? من حماقة الميليشيا الى "شرعية" الدولة. وهذا يقتضي قبل كل شيء عودة الدولة التي ابتلعتها الطائفة.
.................................
بعد اجتياح صنعاء توجهت "شاصات"الحوثي? الى ?البيضاء? لتدشين حربها المنفردة ضد القاعدة.. وخلال 3 ايام اعلنوا ان "شاصات الله" قضت على القاعدة تماما!
كانت العواقب واضحة، لكن كل صيحات التحذير تبخرت في الهواء:
- كان المحذور الاول ان تتحول الحرب ضد القاعدة من حرب بين دولة وجماعة ارهابية الى حرب بين جماعتين دينيتين تستخدمان الارهاب سلاحا ضد الخصوم، وان يتحول صراع الجماعتين الدينيتين المسلحتين الى صراع مذهبي سني – شيعي.
- وكان المحذور الثاني ان يؤدي عبور الحوثيين للخط المذهبي الزيدي في شمال الشمال الى الخط الذهبي الشافعي في الوسط والغرب والجنوب الى اثارة مشاعرالمذهبية وبالتالي فتح خطوط تجنيد مجانية تصب في مصلحة القاعدة وتدفع بالمزيد من الشباب الى الالتحاق بصفوفها انتقاما من الخصم المذهبي.
- وكان المحذور الثالث ان الحرب ضد الارهاب ليست دبابة و"شاص"..انها اولا حرب "شرعية"، وحرب نظام وقانون ضد ارهاب منفلت بلا اهداف ولا حدود..ومواجهة الارهاب لا يمكن ان يتم خارج القانون ولا يمكن ان يتم بارهاب ديني ياخر بل يزيده اشتعالا.
وقد تحققت كل تلك المحاذير للاسف.
توسعت عمليات القاعدة في الكم وفي الطريقة والاستهداف بحيث وصلت الى مناطق جديدة لم تكن متوجدة فيها ، وانتقلت من استهداف العسكريين وجنود الامن، الى الاستهداف المفتوح للمدنيين.
..........................................
لكن التحول الاخطر كان اعلان تحالف ?#الحوثي_صالح? التعبئة العامة ضد الجنوب تحت ستار محاربة الدواعش.
بعد ايام من حربهم الشاملة على الجنوب بداوا ينشرون اعلانات النصر على الارهاب ويتبادلون التهاني بتطهير عدن من "الدواعش" على اكوام جثث القتلى من النساء والاطفال.
لكن الذي حصل انهم خلقوا البيئة الخصبة لتحول "القاعدة في جزيرة العرب" الى مرحلة "داعش".
استدعوا داعش كغطاء سياسي لمحاربة الخصوم لكنهم وجدوا داعش على الارض وحشا منفلتا من عقال.