الأرشيف

عملية انتحارية

الأرشيف
الاربعاء ، ١٠ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٣١ صباحاً

وسام باسندوة


قامت جماعة الحوثي وحليفها المخلوع بأكبر العمليات الانتحارية حين نقلا معركتهما إلى الحدود السعودية، ومن ثم محاولاتهما المستميتة لنقل عملياتهما داخل العمق والأراضي السعودية، وهما يعلمان جيداً أنهما أعجز بكثير من أن يحققا شيئاً من وعودهما التافهة التي يُمنِّيان بها جمهورهما الحاقد المقامر.
لكن ما الذي ينشده الحوثي وصالح من مثل هذه العمليات؟ قطعاً من يملك سلاح سكود ومن أقدم على هذه المغامرة هو المخلوع بصفته جيَّر الجيش اليمني ومقدراته لخدمته ، ومن الواضح أيضاً أن هناك أكثر من هدف أرادهما من هذه العمليات سواء بالسعي لمهاجمة جازان أو بمحاولة القصف بصاروخ سكود؛ أولاً، تحسين موقفهم التفاوضي قبل التوجه لمؤتمر جنيف، وثانياً، أنهم يعتقدون أن المملكة من الطبيعي أن لا تمرر مثل هذه التجاوزات، وسيأتي ردُّها مزلزلاً ومن ثم يتمكنون من إحداث اختراق لدى المجتمع الدولي للضغط على المملكة والتحالف قبل وأثناء المؤتمر. ثالثاً، إشعار جمهورهم بأنهم يحققون أي نصر يرفع معنوياتهم ويستعيد هيبتهم أمام الجمهور ولو بالكذب وببيع الوهم. رابعاً، محاولة الإيهام بفشل عمليات التحالف العسكرية، حيث إنهم بعد أكثر من شهرين دكت فيه مخازن الأسلحة ومنصات الصواريخ مازالوا قادرين على تحريك صاروخ سكود ومهاجمة الأراضي السعودية.
لكن على الباغي تدور الدوائر فجاءت العملية بردة فعل عكسية من أكثر من وجه، إذ أثبتت أن استمرار العمليات العسكرية ضرورة، فهم لايزالون يملكون من الأسلحة ما يمكن أن يهدد المواطنين، فسلاح الدولة بات بيد جماعة انقلابية ومخلوع حاقد يمكن أن يستخدماها ضد المواطنين في أية لحظة كما ضد الجيران، ثانياً، أنها نبهت المجتمع الدولي ومن كان لازال مشككاً إلى أنهم يملكون بالفعل السلاح والنوايا العدائية ، كما أكدت على أنهم غير جادين في أي جنوح للسلم والهدنة أو التفاوض. أخيراً أنها دقت ناقوساً مهماً لدى بعض الدول الحليفة التي كانت لاتزال مترددة بالتعاون بجدية باعتبار أنها معنية بالدفاع عن المملكة لا أن تخوض حروباً في الخارج، بأن المملكة تهاجَم الآن ومستهدفة من قبل المعتدين، فماذا أنتم فاعلون؟
وكما قال المتحدث الرسمي باسم التحالف العميد الركن أحمد العسيري:»نحن نواجه عدواً شرساً» ويمكن أن نزيد بل نواجه عدوّين مجرمين متربصين مليئين بالحقد الأسود وبثقافة الموت وكره الحياة والانتقام، لذا فالمعركة معهما ليست سهلة، لكن ثقافة الحياة وإعادة الأمل دائماً وأبداً ما تنتصران على الحقد والموت وستسطران الكلمة الأخيرة. 

[email protected]

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)