مطهر الصفاري
رغم فوز حزب العدالة والتنمية بقيادة البروفسور احمد داوود أوغلو بالمركز الاول بنسبة40?95?، إلا أنه لا يستطيع تشكيل الحكومة منفردا، ويعود تراجع العدالة والتنمية الى فوز حزب الشعوب الديمقراطية الكردي ودخوله البرلمان التركي لأول مرة في تأريخ البرلمان، الذي مثل ابرز نتائج الانتخابات، والتي تنسجم مع استحقاقات مشروع الإصلاح السياسي والشركة الوطنية الساعي لإشراك الأكراد بالحياة السياسية وتخليهم عن العنف للتعبير عن مطالبهم، الذي تبناه الرئيس اردغان وحزبه منذ العام 2002 وبالتالي فهو نجاح للمشروع الوطني لحزب العدالة وليس خسارة له.
من ناحية اخرى وبعكس الكثير ارى أن نتائج الانتخابات في صالح حزب العدالة والتنمية على المدى المتوسط، فالعدالة بأمس الحاجة لتقييم تجربته واستكمال البناء وتمتينه قبل الدخول في مرحلة تركيا الجديدة، التي جلبت له الكثير من الأعداء في الخارج، وقوى الماضي في الداخل.
الانتخابات البرلمانية تختلف عن البلدية والرئاسية، حيث يختار الناخب الخدمة في البلدية وشخص المرشح في تمثيله برئاسة الدولة، بينما في البرلمانية يختار الناخب مشروع الحزب، وتبرز اكثر أهمية المشروع السياسي على بقية المشاريع وخاصة الاقتصادي في المجتمعات التي تتكون من عدة عرقيات كالمجتمع التركي، فكل مكون يسعى للمحافظة على حقوقه وانتزاع المصادر منها، وهو ما أكدته خارطة نتائج الانتخابات، بعض تلك المكونات تخشى من النظام الرئاسي، وضعف تأثيرها مستقبلا.
التحدي الأبرز للعدالة والتنمية والديمقراطية التركية عموما، تحول الانتماء للأحزاب من عرقي او ادلوجي الى انتماء سياسي مشاريعي وطني.
الائتلافات الحكومية من سمات الديمقراطية المتحضرة، والاستقرار السياسي مهم مع عدم القلق من التجاذبات السياسية، واحتمال اجراء انتخابات مبكرة كبير.
فاز المشروع الوطني لأردغان وخسر النظام الرئاسي، لا لعيبٍ في اردغان، بل لعصبية بعض المكونات التركية لمصالحها الضيقة، بالاضافة الى الخلافات مع بعض قوى الداخل، ومعاداة الخارج، التى عكستها ابتهاج وسائل إعلامهم.
*طالب دراسات عليا-تركيا