د. محمد ناهض القويز
اليمن ليس عدواً.
والحرب ليست موجهة لليمنيين.
ولا موجهة لطائفة في اليمن على أساس ديني أو طائفي.
وما تطالب به الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي ودول التحالف ليس تعجيزياً ويتلخص بالآتي:
-انسحاب الحوثيين والقوى المساندة من المناطق التي استولوا عليها وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها.
-الالتزام بمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها.
-حظر توريد السلاح للحوثيين وأنصار علي عبدالله صالح.
ومجموعة أخرى من القرارات التي من شأنها أن تحمي المواطن اليمني وتحافظ على مقدراته.
كما أن هناك فصلاً يخص قادة قوى الانقلاب على الشرعية فيما يخص تجميد الأموال وعقوبات أخرى بسبب ما اقترفوه من جرائم.
الآن وبعد أكثر من شهرين على انطلاقة عاصفة الحزم فإن الخسائر التي تعرضت لها القوى الانقلابية من الحوثيين وأنصار صالح والمؤيدين تفوق بكثير ما كان يمكن تقييمه كاستجابة للقرار الأممي.
والحرب مهما كانت نظيفة ودقيقة فلها ضحايا يدفعون الثمن باهظاً من دون أن يكون لهم الخيار في مجرى الأمور. ولن تعدو أن تكون الحرب مجرد أداة ضغط يحاول من خلالها الطرفان كسب مواقع قوة لتحقيق مكاسب حزبية تكون للأسف على حساب اليمن وأهله.
وهنا تبرز أسئلة مهمة:
ما الذي يضير الحوثيين لو وافقوا على انسحاب مبرمج على مراحل، إذا كان ذلك سيفضي إلى انتشال اليمن من حالته الراهنة؟!
لماذا يصر الحوثيون على الاحتفاظ بالأسلحة الثقيلة التي غنموها من الجيش اليمني، وهل إعادتها للجيش اليمني يمثل تهديداً لليمن كي يستميتوا في سبيل الاحتفاظ بها؟
في كل حرب هناك مسارح خلفية تلعب فيها السياسة دوراً مهماً في الوصول إلى نتيجة تضمن الحصول على الحل مع أقل قدر من الخسائر والتنازلات، فما بال الحوثيين يصرون على إشراك إيران في أمر عربي خالص. ولمَ لا يكون هناك جهد حثيث للتسريع بحل الأزمة؟
ألا يستحق اليمن من الجميع تقديم تنازلات تنهي مأساة الشعب اليمني وتبعث الأمل من جديد؟!
/نقلا عن الرياض/