خالد عبدالهادي
مهما كان مصدر القنابل المنهمرة على مستودعات جيش علي عبدالله صالح والغرض منها فالأهم هو ما تحدثه من تحطيم لقوة هذا العصابي التافه ثم قدرة طبقات الشعب وفئاته الاجتماعية على تكييف الغاية من تدمير قوة تحالف صالح والحوثي لمصلحتها في حال نهضت بمسؤوليتها كما ينبغي في هذا الصراع واتحدت من أجل صناعة مستقبل جدير بتضحياتها وبشعبها التواق إلى حياة لائقة بين شعوب العالم.
هذا المذهب يقود بالضرورة إلى موقف القوى السياسية اليسارية التي بدلاً عن أن تكون في قلب الصراع بأفقها الوطني وعلى طريقتها السليمة, قصرت كل إسهامها في الصراع على الدعوة إلى وقف الحرب.
مع سلامة هذه الدعوات وإيجابيتها, غير أن دافعها أخلاقي بحت كباقي الدعوات الصادرة من أفراد حالمين أو روابط إنسانية وأدبية, لكن ليس خليقاً بالأحزاب السياسية التي تأسست لتخوض الصراعات بأشكالها المختلفة أن تركن الآن إلى الوعظ ثم الفرجة على الصراع الدائر بين باقي القوى.
وفي الصراع اليمني الراهن, ما من حزب مقصود بهذا السياق أكثر من الحزب الاشتراكي اليمني صاحب أعلى معدل دعوات لوقف الحرب وأقل معدل محاولات للإفادة من الصراع وكسبه لمصلحة الشعب.
يذكر هذا الموقف بالحركة "الاشتراكية الصحيحة" التي قامت في إنجلترا قديماً واشتغلت بنشر الدعوة إلى المحبة والإخاء, خارج مضمون اسمها قبل أن تصير لاحقاً عرضة لنقد الماركسيين وسخريتهم.
الأحزاب والمنظمات الاشتراكية لم تنشأ لتنافس المسيحية في الوعظ بالمحبة والتآخي بل لتكون في قلب الصراع الاجتماعي والسياسي وتقوده.
* منقول عن صفحة الكاتب في الفيسبوك