محمد سعيد الشرعبي
قبل اسابيع، قلت بأن قائد مقاومة تعز حمود سعيد المخلافي، طاله -أكثر من غيره-، انتقام عصابة الحكم وها هو يدفع ثمن باهض جزاء موقفه المشرف.
في لحظات التحدي، عندما يهرب الجبناء، ويتآمر الخونة، يصعد المخلافي جحيما من تحت الرماد، ويقدم خير ما يملك من أجل تعز واليمن، ويذهب بعيدا في مرحلة السلم، معتبرا ابتعاده أخف من بقاءه هدفا للانتقادات الفاجرة .
وما يميزه عمن سواه، عدم لهثه خلف ثمن مواقفه، بدليل تأففه عن المحاصصة والتقاسم خلال مرحلة الوفاق، مؤكدا بذلك حرصه على العيش كمواطن، لا كوطن كما فعل آخرين .
خلال السنوات الماضية، شن عفافيش تعز بقيادة شوقي هائل حملات تشويه حد شعوره بخذلان اعلام حزبه ورفاقه في ثورة 2011 حول اراجيفهم.
العامل الأساسي في تصاعد نفوذ المخلافي عدم استناده على أرث مشائخي، فهو ينحدر من أسرة قروية بسيطة، ونال مكانة اجتماعية بحكم علاقته بالناس، وهذا ما زاد تأثيرة في شرعب، وبقية مديريات شمال تعز.
مع مرور الزمن، وصموده في وجه مؤمرات صالح ، وابتعاده عن رذائل مشائخ (ابو 2000)، نال ثقة ابناء محافظة تعز بمختلف توجهاتهم رغم حملات تشويه سمعته من قبل مطابخ العصابة .
والاحداث الراهنة تزيد من حضوره، ونفوذه، وفي النهاية، سيكتفي بالعيش كمواطن متخفف من كل الحسابات، وقريب من الناس كما عاش عقب ثورة 2011 حد اليوم.
قبل عام التقيته في منزله شمال تعز برفقة زميل صحفي مقرب من المحافظ شوقي هائل، فتحدثنا عن قضايا مختلفة من بينها انتقادات الناشطين، وتحامل الاعلام، وحرصت على استفزازه كثيرا، فكان يرد عن كل إستفزاز بإبتسامه .
استهل رده بقوله، (سأحدثكم كاصدقاء، وأنتم خير من يعرف كل القضايا)، وصارحنا بمواقفه حول عديد من القضايا، ابرزها، دحض كذبة تحوله الى مركز نفوذ بديلا عن الدولة في تعز.
بعد ساعات من الحوار العاصف والشفاف، لخص المخلافي رده علينا «أنا مواطن، وممتثل للدولة في كل المراحل، وأنا ضابط أمن، والمحافظ يعرف ذلك، ولست باحثا عن (المشيخ) كما يتوهم البعض» .
حمود المخلافي ليس اصلاحياً بالمعنى التقليدي للانضباط الحزبي، ولا يعاني عقدة الإيدلوجيا، وكلما اختارته الاحداث نجماً، ترك المشهد بكل بهارجه، وعاد الى شمال تعز بريفها والحضر ..
ولمن لا يعرف :
يتعاطى المخلافي بمسؤولية مع انتقادتنا لادءاه، ومواقفه، وتصرفات المحسوبين عليه، ولا تفسد انتقادتي متانة صداقتنا، وهنا يكمن شخص القائد، واحترامه لذاته، وتحرره من "وطاف" الحزبية/ الايدلوجيا.