الأرشيف

لا وجود لداعش في اليمن !

الأرشيف
الثلاثاء ، ٢٦ مايو ٢٠١٥ الساعة ١٠:٣٨ صباحاً

حسين الوادعي


لا يوجد حضور رسمي لداعش في اليمن حتى الان.

ومع ذلك يتم استدعاء داعش من قبل نقيضها الطائفي ( الجهادية الشيعية). فالطائفة تنتعش في حضور النقيض وعندما لا تجده تخترعه او تستدعيه.

منذ اولى معارك الجهاد الطائفي خارج حدود صعده وهي تستدعي عدوا كان في كل مرة عدوا دينيا او مذهبيا: فهو تارة "الارهابيون الاجانب " في دماج ، او "التكفيريون" في عمران او "القاعدة" في مارب والبيضاء.

لا يوجد "خصوم" سياسيون في خطاب الميليشيا الطائفية، بل "اعداء" مذهبيون وطائفيون. الطائفة لا تتعرف على الاخرين الا كطوائف. وكل ما هو خارج الطائفة عدو ومشكوك في امره.

..............................................

خطاب الدواعش الحالي امتداد مطور لخطاب "كفار التاويل" التاريخي ولهما نفس الوظيفة: تحويل الطائفة الى "الشعب" وتحويل "الشعب" الى "اهل ذمه" او "وافدين".

في عدن توقف نقاط التفتيش التابعة للميليشيا الطائفية السكان لتستفزهم بخطاب "الفتح" و "الجهاد" ولتخاطبهم بعنجهية منطق "انتصرنا عليكم وهزمناكم رغم انكم تتسترون على الدواعش" او "انتم عملاء امريكا واسرائيل لانكم تقاوموننا".

واذا كانت العلامة المميزة للذميين هي دفع الجزية، فقد انغمست الميليشيا الطائفية في جمع الضرائب والزكاة والتبرعات من المواطنين في صعده وعمران ما ان احكمت سيطرتها.

تقاتل الطائفة حتى تنتصر وبعدها يصبح المغلوب مجبرا على دفع "الجزية المعاصرة" الضرائب والزكاة وتبرعات المجهود الحربي.

............................................

في زمن الطائفة المتغلبة يحتاج كل مواطن من خارجها الى "كفيل" ليعيش في بلده. انه مجرد "وافد" او "ذمي" مشكوك في ولائه.

(الخطاب الطائفي التاريخي في اليمن كان يطلق على الاخر المسلم "اخوان النصاري"، اما ملازمهم الحديثة فتعتبر كل ما هو خارج الطائفة "عملاء امريكا واسرائيل"(وهي التهمة المحدثة والمرقمنه من تهمة "اخوان النصارى" القديمة!)

هذا هو نفس المنطق الطائفي في العراق: كل عراقي خارج الطائفة المتغلبة هو "داعشي محتمل" لهذا لا يجوز تسليحهم او ادخالهم في الجيش او السماح لهم بدخول العاصمة دون كفيل!

 

في لبنان اقام البنانيون "دولة الطوائف" التي تتقاسم الوطن. لكن في العراق واليمن هناك سعي لاقامة "دولة الطائفة". و "دولة الطائفة" تختلف عن "دولة الطوائف" في انها لا تعترف الا بسيطرة الطائفة الاقوى على كل مفاصل السلطة والثروة والنفوذ.

وفي هذا الاطار ياتي خطاب "الدعشنة" الذي لا يرمي فقط الى تبرير جرائم الحاضر وانما التمهيد للاختطاف الطائفي للمستقبل.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)