محمد با هارون
التقيت باحد الاصدقاء الذي اضطر ان ينزح هو واسرته من كريتر ودار بيننا حديث طويل كان ختامه ما افزعني و ما جعل صديقي يقطع حديثة معي و يغادر وهو منزعج مني ...
صديقي : و الله ان داعش افضل من الحوثيين بمائة مره .
انا : يا اخي الناس لا تشتي الحوثيين و لا تشتي داعش .
صديقي : ياخي داعش اقل حاجة سنة زينا وجنوبيين زينا وصدقنا انهم افضل من الحوثيين .
انا : ليش تصر ان تحطنا بين خيرين يا الحوثي او داعش .
صديقي : ايش باقي من خيارات .. شكلي ما بقدرش اوصل لك ابدا الذي اقصده .. يالله حمدا لله على سلامتك .. بيننا اتصال .
و انصرف و علامات انزعاجة من حديثينا واضحة في محيا وجهة حتى انه لم ينظر الى عيني وهو يقول لي بيننا اتصال .
هذا ما كنت اريد ان اقوله لك يا صديقي :
ان فكرة حصر المجتمع بين خيارين وحيدين كلاهما كارثة عليه .. فمن غير المقبول حصر المجتمع بين خيارين إما الحوثي أو القاعدة .. كلا الخيارين لم نرى لهم ظهور و بروز و انتشار الا في اجواء الحروب و اذا نظرنا للدول التي تدخلت ايران بمليشياتها بها نرى ظهور متزامن معها او تبع ذلك التدخل ظهور للقاعدة او ما عرف دوليا مؤخرا بداعش .
هنالك من ينشر هذه الفكرة بطريقة ممنهجة بين عوام الناس و شباب المقاومة الشعبية في عدن انه :
إذا خيرنا بين الحوثين او القاعدة او بمايعرف دوليا بداعش فان القاعدة هي اقرب لنا هم من ابنائنا و سنة مثلنا .. في ضل انتشار و اسع لاناشيدهم في جوالات الشباب و بعض سيارات المقاومة حتى انك ترى احدهم يشرب الدخان او يعاكس فتاة ولكن نغمة جوالة هي احدى اناشيدهم .. ولا استطيع ان اسمي هذا الا بالتهيئة لمرحلة ما بعد الحوثي .
وهنا تحديدا اود ان اوضح امرا مهم لك يا صديقي .. ان من اكبر الاخطار التي ستؤدي الى استمرار معاناة الناس و زيادة الامهم هو حصر خياراتنا كشعب بين جماعتان لا تعيشان الا في مناخ يتميز بالإضطراب الامني و غياب الدولة .
ولا يمكن لأي عاقل ان يرضى باستنساخ واقع العراق او واقع سوريا او لبنان ، واقع يتميز بصراع مستمر و الم لا ينتهي .
وايضا لا يمكن استنساخ واقع ليبيا في صراع المليشيات المستمر ومن هنا تأتي ضرورة الالتفاف حول الدولة التي بوجودها تختفي مباشرة خيارات التطرف و المليشيا .
يجب الحرص على بناء مؤسستها العسكرية الوطنية لكي تملئ الفراغ الذي تنمو فيه المليشات .
كما يجب الحرص على بناء مؤسساتها التي تقدم خدمة مباشرة للمواطنين مثل وزارة التربية و التعليم و الصحة والكهرباء و الماء و الاتصالات و الداخلية و الاعلام و تفعيل السلطة المحلية و البلدية ....الخ .
بحاجة الى تفعيل تلك الخدمات التي تشعر المواطن بأنه يعيش حياة طبيعية يستطيع ان يكون فيها له حلم ان يكون لها فيه حياة يشعر بإنسانيته فيها .
المهم ان لا تسيطر على عقول الناس فكرة حصر الشعب بين خيارين اما الحوثيين او القاعدة فذلك يعني حصر المجتمع في دوامة صراع لا تنتهي و معاناة لن تدركوها حتى يقع الفأس في الرأس وتغوص ارجل الشعب في رمال الصراع المتحركة التي لن ينجو منها احد .
الدولة باي شكل من اشكالها اكانت اقاليم أو غيرها هو أهون شرا و أخف ضررا من حصر الشعب في دوامة الصراع الطائفية او صراع المليشيات .
إدراك ما يفكر به الناس و ما يشعر به الناس مهم جدا .. مهم لي و لك و لكل من يهمة امر هؤلاء الناس الذين يشتركون العيش معنا في هذه البقعة من الارض .
التفكير الجاد وبضمير يشعر بمن حولة سيقود الجميع نحو دولة آمنة مستقرة لا صراع فيها الا صراع التنمية.
وهنا اود ان اوجه سؤال لك يا صديقي و الى كل من يهمه امر الاجيال التي ستأتي من بعدنا .. هل نستطيع ان نضع امالنا واحلامنا " بوطن " آمن لأطفالنا و للاجيال القادمة من بعدنا ؟! .. الوطن الخالي من الصراع وفقا لحسابات البعض امر غير واقعي !! لذلك برمجو انفسهم للعيش و الارتزاق وفق هذا الواقع .. لكن في الحقيقة .. الامر هو : الامر الغير الواقعي هو تفكير البعض باستمرار الصراع وعدم تفكيرهم بوطن خالي من الصراع .
تذكرو ان كل الخيارات متاحة لنا .. و من ضمن هذه الخيارات " العيش بسلام يعم خيره الجميع " .. ومن غير المقبول حصرنا بين خيارات التطرف و الطائفية التي لا تظهر و لا تعيش و لا تزدهر الا في الصراعات ، او خيار صراع المليشات التي و جدت فرصة لكي تتسلح بسبب هذه الظروف .. لا بد من الالتفاف حول الدولة و اعادة بناءها وبناء مؤسساتها... لابد من كل القوى السياسية و من منظمات المجتمع المدني وكل من يهمه الامر وضع برامج استراتيجية في كل المجالات لوضع حلول لكل مشاكلنا المتراكمة وفتح نافذة أمل نحو المستقبل الذي يطمح له الجميع .
حفظ الله اليمن و شعبها من كل شر و سوء و فرجا قريبا ان شاء الله .