نقل أحد مواطني خور مكسر شهادة له عن الوضع الإنساني والمجزار والإنتهاكات التي أرتكبتها قوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس المخلوع علي صالح ومليشيات الحوثي في منطقة خور مكسر - عدن جنوب اليمن. وقال محمد باهرون وهو أحد الناجين من المجازر التي أرتكبتها المليشيات في خور مكسر يوم أمس أن فرق خاصة من الحرس الجمهوري بعتادها الكامل اقتحمت البيوت و أخرجت النساء و الأطفال و اعتقلت كل من يشتبهون بإنتمائه للمقاومة الشعبية من الرجال و الشباب بعد عمليه قصف عشوائي بالسلاح المتوسط و الثقيل و تصاعد أعمدة الدخان من البيوت المشتعلة.
وقال باهرون أن "جثث الشباب مرمية في شوارعنا". وقال أنه رأى المليشيات تقنص صديقه محسن وهو عامل قادم من حضرموت يعمل في عدن في بقالة ثمود ، حيث أردوه قتيلا برصاصة مباشرة في الرأس. وقال "حين حاولوا أربعة من الشباب إنقاذه تم قنصهم الواحد تلو الأخر و لم يستطع احد الاقتراب منهم .
وأشار باهارون أن المقاومة في الخور تعرضت لخذلان من الداخل ومن بعض المديريات القريبة من المنطقة . ولكن باهارون أستدرك وقال أن "كثافة النيران و قذائف الدبابات التي أشعلت البيوت ومن ضمنها بيتي و بيت الوالد الذي انتهى تماما ربما كانت السبب في إخراج المقاومين لأنفسهم و لأسرهم من الخور مكسر".
ويكمل محمد باهارون شهادته بالقول لقد "شهدت اليوم خور مكسر نزوح جماعي للأسر حتى ان بعض الأسر نزحت سيرا على الأقدام من داخل المنطقة".
وأضاف أن "الطيران قصف عمارة في شارع الأطباء كان يتمركز و يختبئ الحوثه فيها فانهارت على احد البيوت التي لم ينزح سكانها في خور مكسر .
ونقل هارون مشاهد مروعة عن اعدامات لشباب من المنطقة من قبل المليشيات وقوات صالح داخل منازلهم وقال باهارون "مأساة فوق مأساة و الم يزداد حين تعلم انه تم إعدام شباب من جيراني لم ينزحوا لأنهم تأخروا فتقطعت بهم السبل فدخلوا لهم إلى بيوتهم وتم إعدامهم داخل البيت".
واضاف باهارون أن أهالي المنطقة عانوا بشكل شديد من انعدام وسيلة النقل التي تقلهم بعيدا عن منطقتهم التي تتعرض لإبادة بشرية وجرائم ضد الإنسانية قال أحد الباصات والذي لا يتسع إلا لعشرة أشخاص قد تم حشر خمسة عشر بالغ و ستة أطفال مع عفشهم وراشنهم حتى يتمكنوا من الهرب من وحشية المجازر.
وقال باهارون "كل الألم حين ترى نظرات الأمل في وجوه جيرانك الذين انقطعت بهم السبل حين يروا الباص وترى بعدها نظرة اليأس حين يروا في وجهنا عجزنا في أخذهم معنا".
سماء خور مكسر مليئة بدخان الحرائق المنبعثة من بيوتنا معاناتنا تزيد حين ترى أشباه البشر في وسط المعاناة يقومون بنهب البيوت التي خرج منها أهلها ، يقول محمد .
صراخ أطفال الجيران و نسائهم واستعجال الرجال لأسرهم في أصوات يملئها الخوف كي ينزحوا من خور مكسر ، يضيف.
ولم تسلم حتى أسرة باهارون التي تمكن بعض أفرادها من الهرب وقال "أمي انفجرت بالبكاء فرحا حين و صل أخي "بدر" الغائب عنها قرابة العشرين يوما، ولكن حين سألت أين أخوك "حسن" انفجرت بالبكاء مرة أخرى حين قال لها لم نستطع ان نصل إليه - الغائب عنها قرابة الخمسة و العشرين يوما .
وتحدث باهارون في شهادته بالحديث عن الجانب الإنساني حيث أورد هذه الشهادة "المعاناة في الجانب الإنساني هي الأشد اتصل بي احد الصدقاء وقال انه لا يجد ما يأكله منذ فتره وأنه يعتمد فقط على وجبه واحدة من الأرز و معجون الصلصة المخفف بالماء هو وبعض قطط الشارع التي تجمعت في حوش منزله. وأضاف"هذا هو حال الموظف والذي لديه دخل ثابت فما بالكم بمن دخله يومي ولا يجد العمل".
هذه معاناة العشرين الساعة الماضية ليوم الثلاثاء 28-ابريل-2015 والتي عاشها محمد باهارون أحد قاطني منطقة خور مكسر بعد أن قررت مليشيات الحوثي وقوات الحرس الجمهوري اقتحامها ونفذت بها مجازر بشعة ضد السكان المدنيين. يقول باهارون "هذه المعاناة لم تستثني احد .. و القذائف و الرصاصات لا تبحث في انتماءات ضحاياها .. فلا تزيدوا معاناة الناس في الخلاف على القشور وغوصوا إلى عمق المعاناة و انظروا إلى الانسان"
وختم با هارون شهادته بالقول "ها انا اليوم لا بيت لا وضيفة لا ملابس إلا ما اخذته على عجالة في بيت مع سبع أسر نزحت من خور مكسر إلى كريتر . رغم كل الألم لكنني لم أفقد الأمل ولن أتخلى عن الحلم و كلي ثقة بأن الفرج قريب .