
كشف عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء فرج البحسني، في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، عن الهدف من استقدام المجلس الانتقالي قوات كبيرة إلى محافظة حضرموت، شرقي اليمن، مؤكداً أن مهمتها الأساسية هي القتال في وادي وصحراء المحافظة.
وفي تصريح متلفز نقله إعلام المجلس، زعم البحسني أن "القوات التي دخلت حضرموت جاءت بعد ظهور واضح للتنظيمات الإرهابية وميليشيات الحوثي، والهدف هو مكافحة هذه الجماعات الإرهابية في وادي وصحراء حضرموت"، مشدداً على ضرورة تأمين وادي حضرموت من "التنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها القاعدة وداعش والحوثيون".
واتهم البحسني الشيخ عمرو بن حبريش بالسعي إلى "جرّ حضرموت إلى إراقة الدماء" عبر تشكيل مجموعات مسلحة خارج إطار الدولة واقتحام مواقع الشركات النفطية، واصفاً ذلك بأنه "عمل تخريبي ومدان". وأضاف أن حضرموت، باعتبارها "أرض السلم والثقافة والدين والحضارة"، لم تشهد في تاريخها أعمالاً تخريبية مماثلة لما حدث مؤخراً، داعياً إلى رفضها وإدانتها.
ودعا البحسني قبائل حضرموت وعلماءها ومختلف شرائح المجتمع إلى الوقوف ضد ما سمّاه "التمرد الإرهابي والتخريبي" الذي يقوده بن حبريش، مشدداً على ضرورة الالتفاف حول قوات النخبة الحضرمية باعتبارها "صمام الأمان" وحاملة لواء الاستقرار والتنمية في المحافظة. كما أدان "خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى واعتداءها على المواطنين العزّل" في وادي حضرموت.
وتأتي تصريحات البحسني في سياق اصطفافه العلني إلى جانب المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، وذلك بالتزامن مع استمرار التحشيد العسكري للانتقالي من الضالع ويافع وشبوة وعدن، حيث تشير تقارير محلية إلى وصول ثمانية ألوية معززة بمدفعية ومعدات ثقيلة إلى حضرموت.
وقالت مصادر عسكرية لـ"المصدر أونلاين" إن تحشيدات الانتقالي تتجاوز المعلن عنه في سياق مواجهة بن حبريش والقوات القبلية التابعة له في الهضبة، مرجّحة أن يكون الهدف الأوسع هو السيطرة على وادي وصحراء حضرموت، وبالتالي كامل المحافظة.
وأضافت المصادر العسكرية المطلعة، أن الانتقالي سحب المدفعية الثقيلة من جبهات مواجهة الحوثيين في بيحان وعين غربي محافظة شبوة بحجة نقلها للتدريب في معسكر العلم، لكنه دفع بها فعلياً إلى حضرموت.
وأكدت مصادر حضرمية، مساء الاثنين، أن الانتقالي نقل قوات كبيرة من المكلا إلى مديرية دوعن، تتكون من عدة ألوية، ووصل بعض هذه القوات إلى معسكر شبام التابع للنخبة الحضرمية في دوعن فيما اانتشر بعضها في المنطقة، وسط مؤشرات على نيتها التقدم نحو منطقة الخشعة بوادي حضرموت، القريبة من حقول النفط، حيث تتمركز وحدات المنطقة العسكرية الأولى، ما ينذر باحتمال اندلاع مواجهات.
وفي محاولة للتهدئة، شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، خلال اتصال بالمحافظ المعين حديثاً سالم الخنبشي، على ضرورة تثبيت هيبة الدولة ومنع أي تصعيد يهدد الخدمات أو يوسع دائرة الفوضى، وتعزيز التنسيق بين السلطة المحلية واللجنة الأمنية والمرجعيات القبلية لضمان تماسك النسيج الاجتماعي، مؤكداً على تمكين أبناء المحافظة من إدارة مواردهم وتحقيق تمثيل منصف في السلطة والثروة، معتبراً أن حماية حضرموت تمثل حجر الزاوية لأمن البلاد واستقرارها الاقتصادي.
وفي تصريح لقناة "الحدث" السعودية، قال المحافظ الخنبشي إن جهود السلطة المحلية تنصب على "تهدئة الأوضاع بطريقة ودية وسلمية"، مؤكداً إرسال وساطات قبلية لحثّ قوات حلف قبائل حضرموت على مغادرة شركة بترومسيلة وفسح المجال لاستئناف عملها. وأضاف: "نحن مع مطالب الأخوة في الحلف المتعلقة بتحسين الخدمات وتجنيد أبناء حضرموت، أما القوات القادمة من خارج المحافظة فسنحرص على إعادتها إلى مواقعها لأنها لا تمثل استقراراً للمحافظة".
وبحسب مصادر حضرمية، فقد وافق حلف قبائل حضرموت على الانسحاب من مواقع بترومسيلة، شريطة خروج القوات الوافدة من خارج المحافظة، يما استبق الانتقالي هذه التطورات بالدفع بقواته نحو دوعن، قبل صدور تصريحات البحسني التصعيدية، في مؤشر على محاولة الانتقالي فرض أمر واقع قبل الوصول إلى أي اتفاق للتهدئة.
وتعيش حضرموت منذ أسابيع حالة احتقان متزايد في ظل نشر الانتقالي لقوات "الدعم الأمني" في الساحل بقيادة أبو علي الحضرمي، الأمر الذي قوبل برفض محلي وقبلي واسع، خصوصاً من قوات حماية حضرموت وحلف القبائل بزعامة الشيخ عمرو بن حبريش.
وكان بن حبريش قد صرّح في مقابلة مع BBC مساء الاثنين بأن موقف الحلف "ثابت وواضح" بشأن ضرورة خروج القوات القادمة من خارج المحافظة، نافياً أي تنسيق مع الحوثيين أو إيران، ومؤكداً أن تحركات أبناء حضرموت تأتي في إطار "الدفاع عن النفس وحماية مقدرات المحافظة".
وجدد بن حبريش تمسك الحلف بالعلاقة التاريخية مع السعودية، وبخيار الحكم الذاتي كمسار يضمن حقوق حضرموت وأبنائها، وفق قوله.