2025/09/08
"وداعة االله ياديرة محبيني"... الفنان مشعجل يغادر الحياة تاركًا إرثًا فنيًا جميلاً

فقدت الساحة الفنية اليمنية، اليوم الإثنين، أحد أبرز رموزها الفنية، بوفاة الفنان محمد مشعجل، المعروف بلقب "سفير الأغنية المهرية"، بعد صراع قصير مع وعكة صحية ألمّت به قبل يومين، نُقل على إثرها إلى مستشفى الغيضة المركزي بمحافظة المهرة، شرقي اليمن.

وأكدت مصادر متعددة أن حالة الفنان تدهورت بشكل مفاجئ داخل قسم العناية المركزة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وسط حزن واسع عمّ الوسط الفني والجمهور المحلي.

ينحدر محمد مشعجل من قبيلة رعفيت بمديرية ظبوت في المهرة، وقد وُلد عام 1976، ليبدأ مسيرته الفنية من البيئة البدوية التي شكلت ملامح صوته وإيقاعه.

بصوته الشجي وأسلوبه الأصيل، استطاع أن ينقل الأغنية المهرية من محليتها إلى فضاءات أوسع، لتصل إلى جمهور واسع في اليمن والخليج العربي.

ويُعد الفنان محمد مشعجل من أبرز الأصوات الغنائية الشعبية في اليمن، حيث ترك بصمة فنية مميزة امتدت من المهرة إلى مختلف المحافظات اليمنية، وصولًا إلى دول الجزيرة العربية. 

وتميّز مشعجل بإخلاصه للون الغنائي المهري، الذي حافظ عليه طوال مسيرته، وأسهم في نقله من البيئة المحلية إلى فضاءات أوسع.

ومن أبرز أعماله التي شكّلت جزءًا من الهوية الفنية لمحافظة المهرة وظلّت تُردد في المناسبات الشعبية، وارتبطت بوجدان الناس وإيقاعهم الخاص: "ياهبوب العصر"، "شل عقلي"، "يامداوي"، "يا لول"، "جد طاب"، "نافر الغزلان"، و"نسيم الليل"، إلى جانب أغنيات أخرى مثل "أحباب راحوا"، "يا مهاجر فديتك"، "جهزت حالي للسفر"، "وداعة ااالله يا ديرة محبيني" التي استذكرها عدد من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي بعد نبأ وفاته.

كان الفنان قد قدّم قبل وفاته بشهر أغنية جديدة بعنوان "فيها جمال المهرة"، لتكون من آخر أعماله التي عبّرت عن حبه العميق لمسقط رأسه.

وفي سياق ردود الفعل الرسمية، عبر رئيس الوزراء سالم بن بريك في برقية عزاء نشرها في تدوينة له على منصة إكس، عن بالغ حزنه برحيل الفنان مشعجل، واصفاً له أنه كان "سفير الأغنية المهرية".

وأضاف "مشعجل أسهم في إثراء الوجدان اليمني بأعمال خالدة ستظل حيّة في الذاكرة الوطنية، وأن رحيله يمثل خسارة كبيرة للوسط الفني، وسيبقى إرثه منارة للأجيال القادمة".

من جانبه قال وكيل محافظة المهرة بدر كلشات في بيان نعي إن "رحيله خسارة كبيرة على المهرة خاصة واليمن عامة، عزاؤنا واحد ومصابنا عظيم".

وعبّر عدد من الفنانين والناشطين والمحبين عن بالغ حزنهم لرحيل الفنان محمد مشعجل، عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن وفاته تمثل خسارة كبيرة للتراث الغنائي اليمني، لا سيما اللون المهري الذي ظل محافظًا عليه ومخلصًا له طوال مسيرته الفنية.  

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.info - رابط الخبر: https://mandabpress.info/news70115.html