2025/06/13
غروندبرغ: الوقت ليس في صالح التسوية في اليمن وخطوط التماس هشة وتهدد بالانزلاق

طالب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ جماعة  (الحوثيين) بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين لديهم من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مشدداً على أهمية التسوية التفاوضية مسارا وحيدا لحل الأزمة اليمنية.

وقال خلال إحاطته الدورية أمام مجلس الأمن في نيويورك إن بعضهم محتجز منذ عام 2021 واحتُجز آخرون في عام 2025 واصفاً استمرار ذلك بـ"المخزي". وقال المبعوث الأممي لأعضاء المجلس: "استخدموا أصواتكم، وقنواتكم الدبلوماسية، ونفوذكم، لممارسة أقصى درجات الضغط على جماعة أنصار الله للإفراج غير المشروط عن جميع المعتقلين".

وتطرق غروندبرغ في إحاطته إلى القصف المتبادل بين إسرائيل وجماعة الحوثيين. وقال: "يشهد البحر الأحمر هدوءا عقب اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله. في الوقت نفسه شنّت الجماعة هجمات متعددة خلال الشهر الماضي على أهداف في إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون". وأضاف: "ردًا على ذلك، شنّت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية غارات على ميناء الحديدة وميناء الصليف ومطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى تدمير طائرة مدنية". وطالب غروندبرغ بالبناء على التوقف الأخير للأعمال العدائية في البحر الأحمر، وتقديم ضمانات مستدامة للمنطقة والمجتمع الدولي ككل، وضمان سلامة جميع مستخدمي هذا الممر المائي الحيوي، مشيرا إلى أن هذا الجهد "يتكامل مع عملنا المستمر على وضع خريطة طريق تساعد اليمن على تجاوز انقساماته الحالية، وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية حاسمة، وعملية سياسية جامعة".

وفيما جدد دعوته لجميع الأطراف الفاعلة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، تحدث المبعوث الأممي عن حرمان اليمنيين في تلك المناطق من السفر جواً من مطار صنعاء لتلقي العلاج أو الحج أو زيارة العائلات، حيث كان ذلك "أحد أهم ثمار السلام التي حققتها هدنة عام 2022، والتي بعثت شعورًا بعودة الحياة إلى طبيعتها بين المدنيين، وأملًا في مستقبل أفضل".

 

بعدها توقف غروندبرغ عند الاجتماعات التي عقدها مع الأطراف اليمنية بالإضافة إلى جهات إقليمية فاعلة رئيسية، بما في ذلك مصر وإيران وعُمان والسعودية والإمارات، مشيراً إلى "التفاف الجميع حول مبدأ التسوية التفاوضية وأنها وحدها قادرة على حل النزاع في اليمن وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك في البحر الأحمر". واستدرك بالقول إن "الديناميكيات الإقليمية لطالما لعبت دوراً محورياً في تاريخ اليمن، وكذلك في مساره الحالي. وسيكون دعم المنطقة - وكذلك المجتمع الدولي الأوسع - حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن".

وحذر المبعوث الأممي من أن "الوقت ليس في صالحنا. فالظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. ولا تزال خطوط المواجهة المختلفة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتُهدد بالانزلاق إلى قتال نشط. ولا تزال مأرب، على وجه الخصوص، مصدر قلق في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن تحركات للقوات واشتعال الصراعات بين الحين والآخر، بالإضافة إلى نشاط متقطع على خطوط المواجهة الأخرى في محافظات الضالع، والحديدة، ولحج، وتعز". ولفت إلى الفوائد التي تم تحقيقها "مع إعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء(...). وتجري الأمم المتحدة حاليًا أعمال مسح أولي لضمان سلامة المجتمعات المحلية التي تستخدم هذا الطريق، بدعم من المجتمع المدني ومكتبي. أشجع الأطراف على حماية هذا الإنجاز".

وأكد غروندبرغ تواصل مكتبه مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من جميع الأطراف، "وتقديم بدائل تحول دون العودة إلى نزاع واسع النطاق"، مشدداً على "المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتق جميع الأطراف لتفادي التصعيد واستئناف مناقشات وقف إطلاق النار". وأشار غروندبرغ إلى مرور عام دون عقد اجتماع بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين برعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح المعتقلين. وشدد على أنه "رغم المحاولات المستمرة لجمع الطرفين، تباطأ التقدم في هذا الملف حتى وصل إلى حالة جمود شبه تام. هناك آلاف المعتقلين، بعضهم يقبع في السجون منذ عشر سنوات. هذا أمر غير مقبول.. أدعو الطرفين إلى إعادة ترتيب أولويات هذا الملف الإنساني والمضي قدماً على أساس مبدأ الكل مقابل الكل المتفق عليه".

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.info - رابط الخبر: https://mandabpress.info/news69825.html