قالت مصادر إعلامية أن خطيب جمعة الكرامة نائب وزير الإعلام المستقيل فؤاد الحميري يرقد حاليا في إحد مستشفيات الهند للعلاج. وقال الناشط ياسر محمد الشهلي أن الثائر فؤاد الحميري يعاني حاليا من فشل كلوي "رهيب" وهو الان يرقد في إحدى مستشفيات الهند. هذا وطلب الشهلي من الجميع بالدعاء للحميري بالشفاء العاجل.
وكانت عدد من المنابر الإعلامية والإعلاميين الخاضعين للرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل أيام قد شنت حملة شعواء ونالت من عرض الثائر الحميري إثر تداول صورة له مع زوجته ، أدعت تلك المنابر الإعلامية أنها في أحد شوارع تركيا.
وقال الإعلامي المقرب من صالح ، أحمد الحبيشي ، متطاولاً "فؤاد الحميري خطيب ثورة 11 فبرائيل (أي اسرائيل) وجد فسحة من الوقت للاستمتاع بالوصال الروحي الانساني مع زوجته على الطريقة الاسلامية في تركيا ".
وقد لاقت الكلمات الجارحة التي أطلقها الحبيشي انتقادات كبيرة لدى شريحة واسعة من الإعلاميين والحقوقيين والصحفيين والناشطين اليمنيين.
وكان الأديب الحميري قد نشر قبل أيام صورة له ولزوجته وقال فيها شعرا حيث قال:
![]() |
أروي أم حبــــــك لا يُــــــروى وهــــــــو اليظمئنــي إنْ أروى |
نص خطبة جمعة الكرامة 18-3-2011 بساحة التغيير بصنعاء:
الحمد لله الكبير المتعال, ذي الجلال والجمال والكمال, المحيط بكل شيء, المالك لكل شيء, القادر على كل شيء, "عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)". [سبأ]. قصَّر رقاب القياصرة, وكسَّر أنوف الأكاسرة, وقهر نفوس الجبابرة. أغرق فرعون, وخسف بقارون, "وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) [البقرة]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل " فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)" [العنكبوت]. وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله القائل" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْلِى لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ». ثُمَّ قَرَأَ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ). صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين أما بعد: عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)" [آل عمران]. ثم ماذا:
معاشر الأحرار: لقد خلق الله الإنسان كريماً مكرما "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) [الإسراء ]. وإن أظهر صور الكرامة الإنسانية تتمثل في ثبوت الحقوق, وصون الحريات. فلا كرامة لمن لا حق له ولا حرية. وعلى هذا الأساس بنيت فكرة الدولة التي يخضع لها الناس طوعاً لتحمي لهم حقوقهم وتصون لهم حرياتهم. كيف لا وقد جعل الله عبودية الناس له مبنية على هذا الأساس فقال: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)" [قريش].
ولن تكون الدولة مثبتةً للحقوق, صائنةً للحريات, تستحق أن يخضع لها الناس. حتى تكون دولةً حقاً وصدقاً. وذلك بقيامها على الحقيقة المؤسسية والشراكة الوطنية. فالفرد ليس دولة, والأسرة ليست دولة, والمنطقة ليست دولة, وكذلك القبيلة والحزب. ومتى ظهرت الدولة في صورة فرد أو أسرة أو منطقة أو قبيلة أو حزب, فقد تحولت إلى مجرد سلطة مستعبدة للآخرين, ترى الوطن إقطاعا والشعب قطيعا. وهي بذلك تقصَّر أيام عيشها, وتدقّ مسمار نعشها. وتعفي الناس من الخضوع لها.
يا أحرار اليمن وميامينها: ولأننا في اليمن وجدنا سلطة تغتال الدولة, وفردا يختزل الجماعة, ولأننا في اليمن وجدنا ملكية مقنعة, ودكتاتورية ملفعة. ولأننا في اليمن وجدنا فسادا ممنهجا, واستعبادا مبرمجا. ولأننا في اليمن وجدنا بيتا يُحرق, وسفينة تَغرق. فقد رفضنا الحلول الترقيعية, والعمليات التجميلية, وأعلناها ثورة تغييرية. تبدأ بتغييرنا لنفوسنا من الإحجام إلى الإقدام, ومن التردد إلى العزم, ومن المداهنة إلى المواجهة, مستنزلين بذلك قدر التغيير الرباني لصالحنا لقوله سبحانه:" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد : 11]. تماماً كما استنزل الحاكم المستبد قدر التغيير الرباني ضده حين غيَّر في نفسه الحب إلى الكراهية, والعدل إلى الظلم, والشورى إلى الاستبداد فاستحق قوله تعالى:" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)" [الأنفال].
إن الجرائم التي ارتكبها النظام في حق أبناء الشعب اليمني بِدءً بنهب الأموال وانتهاءً بإزهاق الأرواح لم تكن بحاجة إلى قشة تقصم ظهر البعير في بلادنا. ومع ذلك عمل النظام الفوضوي على الإيغال في الغي, والتمادي في الظلم, مستخدماً سياسةً بعوضيةً تعيش على المستنقعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. يقتلها المكان النظيف, ويخنقها الهواء النقي. حتى نَفَدَ الصبر, وبلغ السيل الزبى, وآن أوان الجهر بالسوء في وجه الأسوأ لقوله تعالى:" لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) [النساء : 148]. ولقوله[ص]:" إن لصاحب الحق مقالا ".
فكان أن اندلعت الثورة السلمية. ثورة الشعب كل الشعب بكل فئاته وشرائحه كبارا وصغارا, ذكورا وإناثا, شيوخا وشبابا, مدنيين وعسكريين, مثقفين وأكاديميين وموظفين, إعلاميين وحقوقيين وقضاة, أطباء ومهندسين,وعمالا, قبائل وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني. ممتثلين جميعاً قوله تعالى:" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)" [التوبة]. الكل اجتمعوا تحت شعار واحد. اختزل الحل, وحسم الخيارات "الشعب يريد إسقاط النظام".
معاشر المؤمنين: هذا النظام الذي قامت الثورة لإسقاطه ليس هلاميا ولا مموها ولا مستورا بل هو واضح بيِّن نعني به تحديداً: علي عبد الله صالح وأسرته. فهؤلاء هم أعداء الشعب. وغرماء الأمة. الذين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء, واستحقوا بذلك أن ترفع في وجوههم الكروتُ الحمراء.
إننا ونحن نحيِّي الشرفاء الأحرار ممن تخلوا عن دعم النظام, وتبرئوا من جرائمه سواء كانوا قريبين منه أو أقارب له. فإننا ندعوا من لم يتخلَ بعدُ منهم: وزراء أو وكلاء أو مدراء أو سفراء أو محافظين. أو برلمانيين أو مشايخ أو قادة. وكل من يحاول النظام أن يظهره في صفِّه. ويستعديه ضد شعبه من عموم الناس. ندعوهم جميعا إلى اللحاق بزملائهم وإخوانهم وأبنائهم الأحرار في ساحات الحرية وميادين التغيير. ونقول لهم مشكلتنا ليست معكم. بل مشكلتنا نحن وإياكم والوطن مع الرئيس وأسرته. ونحن نعتبركم مثلنا ضحايا لهذا النظام. وصدورنا التي احتضنت الرصاص الحي , مستعدةٌ لتحتضن منكم كل صاحب قلبٍ حي.
ونقول لهم أيضا إن النظام راحل. والنظام نفسه يعلم أنه راحل ولكنه يريد أن لا يرحل وحده, فإياكم أن تسمحوا له بترحيلكم معه. واذكروا قوله تعالى:" وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) [هود ].
ونقول لبقية أبناء شعبنا الذين لا يزالون يرقبون ويترقبون ولم ينخرطوا بعد في صفوف الثورة تذكروا أنكم أنصار محمد[ص] وأنصار الحق. وتذكروا أن رسول الله [ص] ينتظركم على الحوض ليقدمكم على الناس قال[ص]:" إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم". وتذكروا أيضا أن ليس كل اليمنيين سيردون عليه الحوض فضلا عن أن يقدِّمهم على الناس. وإنما اليمنيون الثوار الأحرار فقط قال[ص]:" أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض. ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض". فيا أبناء اليمن طريق حوض رسول الله[ص] يمر من هنا, من هذه الساحة ومثيلاتها في عموم المحافظات اليمنية. فهلمّوا.
معاشر أنصار الحق: شبابا وطلابا ونساء ومثقفين وإعلاميين وحقوقيين وقضاة وأطباء ومهندسين ومشايخ وعلماء وقبائل وضباط وجنودا وموظفين وعمالا. أنتم السابقون السابقون, ولهدفكم فليعمل العاملون, وفي نضالكم "فليتنافس المتنافسون". فالصبر الصبر, والثبات الثبات, فإنهم يصبرون على باطلهم فاصبروا على حقكم. ويثبتون على كذبهم فاثبتوا على صدقكم. ويراهنون على يأسكم فيأسوهم, ويرقبون انكساركم فاكسروهم. " وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) [النساء : 104].
وإني لأدعو باسمكم كل من صلى الجمعة اليوم معنا هنا أو في سائر ميادين الحرية وساحات التغيير في الجمهورية أن يبقى, وأن يصمد, وأن يثبت, وأن يعلنه رباطاً في سبيل الله حتى النصر. ففي الحديث الصحيح قال[ص]:" موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود ]. فلنكن رجال الموقف.
كما أدعو أخواننا الإعلاميين في القنوات الفضائية وكذا الصحافة الورقية والإلكترونية والفيس بوك وهي دعوة أيضا للحقوقيين والقانونيين ـ بعد شكرهم جميعاً على ما قدَّموه حتى الآن ـ أن يستمروا في تغطية وتوثيق ونشر جرائم النظام ضد الشباب العزل المسالمين. فإنهم أمناء على ذلك بحكم عملهم أولا, وبواجب النصرة ثانيا قال تعالى:" فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283) [البقرة : 283]. ولقوله[ص]:" ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته, و ما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". هذا والمظلوم فرد واحد فكيف حين يكون المظلوم شعبا كاملا.
أطباؤنا ومتطوعونا الصحِّيون في المستشفى الميداني لقد كان الحمل عليكم كبيرا, ولكن الأجر أكبر, وتعبتم معنا كثيرا, ولكن الثواب أكثر. فنضَّر الله وجوهكم, ونفعكم ونفع بكم, وأدعو بقية زملائكم الأطباء أن يحملوا معكم هذا الوسام, ويتسربلوا بذلك الشرف. فالثورة في أمس الحاجة إلى الجميع.
ولكم يا سكان هذه المنطقة المباركة, يا أهل هذه الحارات الكريمة كل الحب والود والاعتزاز لصبركم ودعمكم لإخوانكم. لقد كانت مشاهد لا تنسى تلك التي سمعنا بها أخواتنا من نسائكم الكريمات وهن يزغردن فرحاً برؤية المخيمات وهي تتسع وتمتد, وكانت مشاهد أروع تلك التي رأينكم فيها وأنتم تهدون الشباب المناديل المغسولة بالخل, وحبات البصل, ليحتموا بها من روائح الغازات السامة. فكتب الله أجركم, وأثابكم على جهادكم خيرا. ومنكم إلى كل بيت في مدن وأرياف اليمن أرسل المال, وصنع الكعك, وقدم المستطاع. فبوركت الأيادي, ونُوِّرت الوجوه.
أما أنتم أيها الشهداء الأبرار, وأنتم أيها الجرحى الأخيار, فيكفيكم شرفا أن اختاركم الله من بين مئات الآلاف لتكونوا شهدائه وأصفيائه, أو جرحاه وأوليائه فدمائكم لنا وقود انطلاق, وجراحاتكم للظلمة حطب احتراق: " وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)" [آل عمران].
وختاما أقول للنظام: إن كل دقيقة تمر عليك وأنت متمسكٌ بالكرسي, مصرٌ على رفض إرادة الأمة, تُضيِّق من خيارتك, وتقلِّل من احتمالات نجاتك. فما أبقيتَ لنا مجالا للحوار, وأخشى أن لا تُبقى لنفسك مجالا للفرار. وفي الحديث:" لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم". فكفَّ عن هدم الكعبة, كفَّ عن هدم الكعبة , كفَّ عن هدم الكعبة. وأعلم أن دماء الشهداء زيتٌ يدير عجلة نهايتك فلا تستكثر منه. وأن الثلاثة والثلاثين سنة التي حكمتنا فيها قد عَلَّمَتنا الصبر, ودرَّبتنا على التحمل, وألهمتنا الصمود. فوالله لن نعود إلى بيوتنا حتى يطلُع علينا فجرٌ لا نراك فيه. "فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ". وإنها لثورة سلمية حتى النصر ....................