2016/01/09
الميليشيات تحكم بالإعدام على الصحافة اليمنية

في أكشاك جامعة صنعاء ينتظر الكثير من الأدباء والمثقفين وطلبة الجامعات بشغف كبير، الصحف اليومية، الحكومية، والأهلية والحزبية، حيث يقوم هؤلاء بمطالعة عناوين الصحف بعد شرائها من الأكشاك، خصوصا تلك المتعلقة بالأحداث والمستجدات على الساحة الوطنية.

وكما أن الصحف كانت مصدرا هاما للأخبار للكثير من اليمنيين وخصوصا النخبة الثقافية والسياسية والإعلامية، فضلا عن طلاب الجامعات وغيرهم، فإنها كانت أيضا مصدرا لكسب المال لدى الكثير من بائعي الصحف والمجلات.

وكان للصحف اليمنية دور كبير في مواكبة الأحداث، وخصوصا ثورات الربيع العربي، وتمتعت باستقلالية تامة خلال فترة ما بعد 2011، فيما يتعلق بنشر وتغطية الأحداث، وفضح ألاعيب المسؤولين وفسادهم، الأمر الذي جعلها ذات مصداقية لدى الرأي العام.

لكن الأمر تغير تماما ما بعد انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، في 21 سبتمبر وما تلا ذلك من إجراءات انقلابية كرست أسلوبا قمعيا سلطويا مليشياويا، غير مسبوق.

قطع أرزاق

ويقول صاحب أقدم كشك بجامعة صنعاء محمد صادق لموقع «مندب برس» الإخباري، أن الفترة الانتقالية وبداية الربيع العربي، أي ما قبل انقلاب الميليشيات الحوثية على الدولة اليمنية، هي العصر الذهبي بالنسبة له كبائع جرائد. ويضيف: «كنت أنزّل بمئة ألف ريال صحف متنوعة ما بين حزبية وأهلية ورسمية، وبفضل الله هناك المئات من الزبائن ينتظرونها بفارغ الصبر». وأشار إلى أن تلك الصحف أصبحت مغرية لقرائها وملفتة، لما لها من مصداقية في مرحلة الفترة الانتقالية، كما أنها كانت تلامس هموم الناس ومشاكلهم، مؤكدا أن ذلك الواقع تغير تماما، بعد الانقلاب الذي مثّل أسوأ مرحلة مرت بأصحاب أكشاك بيع الجرائد، أمام جامعة صنعاء.

وأضاف محمد صادق: «لم أعرف الصحافة اليمنية طوال ربع القرن الفائت مثل هذه المرحلة التي تسببت في توقيف عدد من الصحف».

نهاية أكشاك الصحف

بدوره، يقول عارف الوليد، وهو صاحب كشك لبيع الصحف، إن الصحف اليمنية كانت مصدر دخل بالنسبة له، مشيرا إلى أن أصحاب الاكشاك ليس لهم حاليا غير صحف بعدد أصابع اليد، وقراءها محدودون.

أما محمد الصبري، فقام بتحويل الكشك الذي كان يملكه أمام جامعة صنعاء، إلى بقالة لبيع المواد الغذائية، بسبب الركود الذي حدث في هذا المجال بعد انقلاب الحوثيين.

وقال: «نحن نمشي مع الوضع والواقع الذي فرض علينا»، مشيرا إلى أن الصحف كانت مصدر دخل له ولكثير من الباعة المتجولين.

وأضاف: «الواقع تغير كثيرا لم نعد في عام 2011» مضيفاً أنه وبعد أن توقفت كل الصحف عن الإصدار «لم أجد إقبالا كبيرا للصحف المتبقية فاضطررت لأغير الكشك إلى بقالة».

الاعتقال أو القتل

وأصبح أي صحافي، يغرد خارج سرب الميليشيات الانقلابية، مصيره إما الاعتقال أو القتل، فضلا عن المضايقة، وتقييد حركته، وقطع مصدر عيشه.

ويعيش 1400 من صحافيي «مؤسسة الثورة للصحافة» أكبر مؤسسة صحافية حكومية الكفاف بعد أن أوقف الحوثيون مستحقاتهم المالية الإضافية منذ أقل من عام حسب ما اكده تقرير منظمة مواطنة.

وقالت رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الانسان، رضية المتوكل إن انتهاك الحقوق والحريات الصحافية وصل إلى معدلات غير مسبوقة في البلاد بعد سيطرة جماعة الحوثي المسلحة على السلطة.

مصادرة

تمت مصادرة عدد من الصحف اليمنية التي كانت تتمتع بمصداقية ومتابعة من قبل الكثير من القراء ومنعها من الصدور بل اقدمت الميليشيات على نهب مكاتبها اهمها كصحيفة الاهالي وأخبار اليوم والمصدر والصحوة ومأرب برس الميثاق.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.info - رابط الخبر: https://mandabpress.info/news24063.html