2015/07/22
"التواصل الاجتماعي" تعوض اليمنيين احتكار الحوثيين وصالح للإعلام

بعد احتكار الصحف والإذاعات التابعة للحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح للساحة الصحفية والإذاعية في اليمن، وإغلاق مكاتب القنوات المساندة للمقاومة الشعبية التي أصبحت تبث من خارج اليمن، تواجه المقاومة، لا سيما بعد انتصاراتها في عدن، صعوبات في التواصل مع جماهير الشعب اليمني، وكذا إيصال حقائق ما يدور على الأرض إلى المواطنين.

 

صعوبات وبدائل

يلخص مقدم البرامج في قناة الشرعية التي تبث من العاصمة السعودية الرياض، مصطفى القطيبي، لـ"الخليج أونلاين" أبرز الأسباب التي تواجه القنوات التي تبث من خارج اليمن "بمعضلة انقطاع الكهرباء عن أغلب مناطق اليمن، رغم أن هذه القنوات تقوم بدورها".

 

القطيبي يوضح أن هناك وسائل بديلة مباشرة وغير مباشرة تتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي وخطباء المساجد ونشطاء المجتمع المدني.

 

وقامت مليشيا الحوثي وصالح قبل أشهر بحجب عشرات المواقع الإلكترونية اليمنية والعربية التي تتناول انتهاكاتهم بحق الشعب اليمني. كما أن خدمة الإنترنت تعد من أسوأ خدمات الإنترنت في العالم، ومع ذلك فهي تتعرض لانقطاعات عن بعض المناطق بين الحين والآخر.

 

فضاء مفتوح

الصحفي فهمي العليمي قال لـ"الخليج أونلاين": "إن العالم يعيش اليوم في فضاء إعلامي مفتوح من الصعب فيه احتكار الكلمة أو تقييد وسائل الإعلام"، لذلك فهو يرى أن المقاومة الشعبية لديها الكثير من الوسائل لإيصال صوتها للشعب، عبر قياداتها الميدانية والمتحدثين الرسميين باسمها في الجبهات كافة.

 

العليمي اعتبر أن المقاومة، رغم التعقيدات الإعلامية المحيطة بها، استطاعت إيصال صوتها ومواكبة الأحداث عبر وسائل الإعلام التي عاودت البث من خارج الوطن، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر الوسيلة الأكثر تأثيراً في الوقت الراهن، في ظل انعدام شبه كلي للتيار الكهرباء منذ أربعة أشهر.

 

"واتساب" مصدر للخبر

بادر كثير من إعلاميي المقاومة إلى إنشاء "مجموعات" في مواقع التواصل الاجتماعي لمواكبة أحداث المقاومة ورصدها وإيصالها أولاً بأول لمستخدمي "واتساب"، حتى أصبحت تلك المجموعات مصدراً مهماً للأخبار لدى كثير من وسائل الإعلام ومراسليها في اليمن.

 

ورغم أن الإنترنت في اليمن بدأ الخدمة في عام 1996، إلا أن آخر إحصائية لوزارة الاتصالات اليمنية لعدد مستخدميه تبين أن عددهم لم يتجاوز 3 ملايين مستخدم حتى نهاية عام 2014، وهو ما يشكل فقط 12% من تعداد سكان اليمن الذين يتجاوز عددهم 24 مليون نسمة.

 

العليمي الذي كان يعمل لدى إحدى القنوات التي تعرضت لاقتحام المليشيا الحوثية يتابع يومياً "صوت المقاومة" و"تعز المقاومة"، وغيرها من الصحف الإلكترونية التي توثق بالصوت والصورة والخبر كل جديد في جبهات المقاومة، كما يتابع رصداً إخبارياً يومياً عبر مجموعات "واتساب" عن كل ما يهم اليمن والمقاومة بشكل خاص في أقاليم الجند وأزال وسبأ وعدن.

 

وأشار العليمي، الذي أصبح يعمل خارج اليمن نتيجة المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون والنشطاء من قبل مليشيا الحوثي وصالح، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي في جبهات مختلفة تقدم الدعم اللوجستي لأفراد المقاومة الشعبية، وتطلعهم على تحركات المليشيا أولاً بأول، "فالمعركة لأجل الوطن يجب أن يقاتل فيها القلم والكاميرا والصوت والصورة والإنترنت والهاتف جنباً إلى جنب مع الكلاشنكوف".

 

حلقة مفقودة

مراقبون يرون أن هذه الوسائل غير كافية في ظل احتكار الحوثيين وصالح للإذاعات الحكومية والخاصة، وإغلاقهم لكل الإذاعات المخالفة، حيث تقوم إذاعات المليشيا بدور تحريضي ودعائي، بل تدهور المستوى الإذاعي إلى مستوى الشتائم، ووصل الأمر إلى إطلاق الشتائم عبر إذاعة صنعاء الرسمية.

 

وبحسب متخصصين في مجال الرأي العام فإن المقاومة الشعبية بحاجة ماسة لمحطات إف إم إذاعية تعمل على خلق توازن في تدفق المعلومات، لا سيما أن الإذاعة أصبحت الوسيلة الأكثر متابعة في ظل انقطاع الكهرباء ومحدودية استخدام الإنترنت.

 

وعلى مستوى الصحافة لم يعد هناك أي صحافة تطبع وتوزع سوى تلك الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع صالح، وهو أمر تسبب في أزمة وظيفية كبيرة للصحفيين في اليمن، الذين لم تطلهم البطالة فقط، بل يطالهم الاعتقال والمطاردة حتى بسبب كتاباتهم في منشورات التواصل الاجتماعي.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://mandabpress.info - رابط الخبر: https://mandabpress.info/news14170.html