ترك علي صالح السلطة في اليمن أواخر العام 2012 ومنذ أكثر من 3 سنوات إلا أن تحكم صالح بمفاصل الدولة ما زالت كما هي بالسابق. عمل صالح طيلة سنوات حكمه على وضع مؤسسات الدولة تحت تصرفه بشكل مباشر فأنشأ جيش يدين له بالولاء ووزع المناصب على أشخاص يستطيع التحكم بهم والحصول على خدماتهم عند الحاجة.
لم يكتفي صالح بما سلبه من أموال في اليمن والتي قدرتها الأمم المتحدة بنحو 60 مليار دولار بل بقي صالح في الداخل اليمني يصنع تحالفات جديدة ويتحكم بالسلطة بطرق ملتوية وأكثر تعقيدا.
فبعد مغادرته السلطة أستطاع صالح ان يشكل تحالف قوي مع جماعة الحوثي وأن يعمل بقوة الجيش الذي يدين له بالولاء على تقويض العملية السياسية في اليمن برمتها وبالتالي جر البلاد نحو الحرب الأهلية التي طالما بشر بها إذاما إجبر على مغادرة السلطة.
وبعد تمكن جماعة الحوثي من السيطرة على المحافظات اليمنية بمساعدة صالح وقواته عمدت الجماعة على إستهداف السلم الإجتماعي وفرض سلطة جديدة قائمة على الهمجية والإعتقالات والقتل الممنهج ومصادرة الدولة اليمنية وتهديد جار اليمن الشمالي. تفرعن جماعة الحوثي بقوة صالح وبإيعاز من دولة إيران جنوب المملكة العربية السعودية دفع المملكة إلى البحث عن طريقة لحماية أمنها القومي فكان إستخدام شرعية الرئيس هادي هو الطريق الأمثل لذلك . ومنذ ال26 من شهر مارس شنت المملكة العربية السعودية ضربات جوية أستهدفت القوة العسكرية التي تهدد أمنها فعملت على تدمير الكثير من المعسكرات التي كدسها صالح بالأسلحة والمتواجدة بالغالب داخل المدن. كما أستهدفت العاصفة مؤسسات حكومية أتخذتها جماعة الحوثي وقوات صالح مواقع عسكرية جديدة كما قامت بتهريب أسلحة من المعسكرات إلى تلك المؤسسات .
لم يغادر صالح السلطة ويترك في قلوب اليمنيين أثر كبير له لكنه أصرأن تغادر معه كل إنجازاته.
