رفع، مساء الأربعاء، بمدينة قسنطينة (430 كلم شرق الجزائر العاصمة) الستار عن فعاليات احتفالية قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 بمشاركة ممثلين عن 22 دولة عربية.
واحتفال الأربعاء هو افتتاح شعبي لتظاهرة "قسنطينة الجزائرية عاصمة الثقافة العربية لعام 2015"، يعقبه اليوم الخميس الافتتاح الرسمي للتظاهرة الثقافية.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول من قلب الاحتفالية بأن فرقا تنحدر من 22 دولة عربية خرجت في استعراض شعبي جابت خلاله على متن 22 شاحنة عملاقة تابعة لمؤسسة الجيش الجزائري مختلف أحياء وسط المدينة القديمة لعاصمة الشرق "سيرتا" (اسم يطلق على مدينة قسنطينة) وسط حضور شعبي كثيف وتغطية أمنية مشددة.
انطلق الاستعراض الشعبي من منطقة باب القنطرة بوسط المدينة وتقدمت فرقة الخيالة التابعة للحرس الجمهوري الموكب وكانت متبوعة بالشاحنة التي كانت تحمل شعار مدينة قسنطينة المحتضنة للتظاهرة الثقافية تلتها الشاحنة التي خصصت لدولة فلسطين ضيف الشرف.
وكانت الشاحنة التي زيّنت بما يعكس التراث الجزائري آخر ما جاء في القافلة التي جابت مختلف أحياء وسط مدينة قسنطينة تحت أنظار الآلاف من سكان المدينة الذين خرجوا إلى الشارع نساء ورجالا أطفالا وشيوخا من أجل مشاهدة الاستعراض الذي استمتع بمشاهدته أيضا العديد من سفراء الدول العربية الذين كانوا مرفقين بالسلطات المحلية لمحافظة قسنطينة وبعض الوزراء في الحكومة الجزائرية.
ويتميز برنامج اليوم الثاني من التظاهرة غدا الخميس الذي سيصادف تاريخ 16 أبريل/نيسان ويتزامن مع يوم العلم في الجزائر بتنظيم حفل الافتتاح الرسمي الذي ستحتضنه قاعة "الزينيت" الكبرى وبها سيتم عرض ملحمة قسنطينة التي تروي على مدار ساعتين من الزمن تاريخ سيرتا الذي يمتد لأزيد من 3 آلاف سنة ويشارك في تقديمها 450 فنان وخصص لإنجازها ميزانية تقدر بـ 15 مليون دولار.
وسيحضر حفل الافتتاح الرسمي حسبما أكد محافظ التظاهرة (المدير المسؤول عن الاحتفالية) بن الشيخ الحسين، لوكالة الأناضول، رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال نيابة عن رئيس الجمهورية وسيكون مرفوقا بعدد من وزراء حكومته والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى جانب وزراء الثقافة لدول عربية أعطت موافقتها الرسمية من أجل المشاركة في التظاهرة.
ومن أجل ضمان التغطية الأمنية لحفل الافتتاح ذكر مصدر امني لـ"الأناضول"، رفض ذكر اسمه، أن "الوصاية الأمنية في البلد سخّرت 5000 آلاف دركي (قوات تابعة للجيش) و الآلاف من رجال الشرطة بالزيين الرسمي والمدني لضمان الأمن والقيام بعملية المراقبة 24 ساعة كما تم وضع 300 كاميرا مراقبة حيز الاستغلال مع التكثيف من الحواجز الأمنية ومراقبة السيارات خاصة بقلب المدينة والحدود التي تربطها بالمحافظات المجاورة" .
وفي ديسمبر/كانون الأول 2012 تم اختيار قسنطينة لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 من طرف المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة "ألكسو".
واختارت السلطات الجزائرية تاريخ 16 أبريل/نيسان 2015 للانطلاق الرسمي للتظاهرة وهو تاريخ مصادف ليوم العلم في البلاد الذي يخلد ذكرى وفاة رائد النهضة الجزائرية ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين العلامة، عبد الحميد ابن باديس، في ذات اليوم من العام 1940 وهو ينحدر من محافظة قسنطينة.
وحسب ما وقف عليه مراسل "الأناضول" فقد شهد حفل الافتتاح في يومه الأول حضورا مكثفا لمختلف وسائل الإعلام المحلية العربية والعالمية وهو الحال نفسه بالنسبة للتغطية الأمنية التي كانت محكمة، الأمر الذي مكن القائمين على الحفل من التحكم في عملية التنظيم بشكل جيد ودون تسجيل أي مشكلة أو انفلات أمني، كما مكن العائلات خاصة العنصر النسوي من حضور فعاليات الاستعراض الشعبي الذي استمر لحوالي ساعتين من الزمن .
من جهة أخرى أفادت مصادر متطابقة للأناضول أن 4 دول عربية من مجموع 22 التي وجهت لها الدعوات لحضور حفل الافتتاح الرسمي المقرر الخميس لن تتمكن من الحضور والمشاركة في فعاليات التظاهرة بسبب الظروف الأمنية الداخلية التي تمر بها ويتعلق الأمر بكل من سوريا العراق و اليمن وليبيا .