ذكرت صحيفة «الحياة» أن ”مفاجأة“ عملية «عاصفة الحزم» العسكرية على الحوثيين في اليمن بقيادة السعودية، أدت إلى اهتزاز موقت في أسواق المال في المنطقة وفي مقدمها أسواق المال في بلدان الخليج والبلدان المشاركة في العملية، ما عزز الأخطار السياسية في البورصات وأضاف إضافة جديدة إلى أسباب عدم اليقين فيها.
ومعلوم أن البورصات من أكثر الأسواق حساسية تجاه أي تطورات عسكرية أو سياسية أو اقتصادية إذ تشكل الأخطار السياسية والعسكرية 50% من المؤشر المركب لقياس الأخطار المتعلقة بالاستثمار في أسواق المال.
وتؤكد الصحيفة في تقرير نشرته اليوم، أن الحساسية المفرطة لأسواق المنطقة تجاه الأحداث السياسية مردها إلى سيطرة سيولة الأفراد على التعاملات، فهذه السيولة تتميز باعتمادها على العواطف والإشاعات والعوامل النفسية في قراراتها من دون الالتفات إلى قوة الأساسيات الاقتصادية والمالية سواء للشركات أو القطاعات أو الاقتصاد. وهو ماتراه الصحيفة سببا لعمليات بيع عشوائي في أول أيام «عاصفة الحزم» في معظم أسواق الخليج والعديد من الأسواق العربية الأخرى فبلغت خسائر سوق دبي 6%، إضافة إلى خسائر كبيرة في الأسواق الأخرى في المنطقة.
لكن الاستثمار المؤسسي الذي تتميز قراراته سواء بالبيع أو الشراء بالنضج والعقلانية استغل حال الهلع التي سيطرت على سيولة المضاربين وبادر إلى شراء أسهم العديد من الشركات القيادية والواعدة التي انخفضت أسعارها السوقية بنسبة كبيرة من دون مبررات موضوعية أو منطقية. وقلص شراء الاستثمار المؤسسي في أسواق الإمارات عند بداية العملية نسبة الخسائر التي تعرضت إليها مؤشرات هذه الأسواق وساهم في امتصاص الصدمة الأولى للهجمات الجوية، خصوصاً بعد الإعلان عن نجاح هذه العملية وأهدافها.