هل تؤرقك مشكلة التحرش الجنسي بالأطفال؟ هل تعرض لها طفلك؟ أو تخشى تعرضه لها؟ قد يهمل الآباء أحيانًا مع أبنائهم، ليس عن عمد منهم، ولكن ربما لعدم معرفة منهم بالإجراءات الواجب اتخاذها في موقف ما. ولأن الأطفال لا يفهمون ماهية التحرش، وربما لا يعرف كثير من الآباء ماعليهم فعله تجاه هذه الظاهرة، فستجد في هذا التقرير نصائح ومعلومات لتطلعك بشكل أكبرعلى ماهية التحرش الجنسي للأطفال، وكيف يمكنك أن تحمي أبناءك منه.
ما هو التحرش الجنسي بالأطفال؟ وما كيفيته؟
يعبر عن التحرش بأنه كل فعل يخرج من شخص بالغ، تجاه طفل ما، حتى يشبع رغبة جنسية كامنة داخله، سواء تم ذلك عن طريق اللمس، أو بطريق آخر لا يستخدم فيه اللمس. كما أنه يمكن أن يحدث كذلك بين طفلين قاصرين، يبلغ فارق العمر بينهما خمسة أعوام.
يمكن تقسيم التحرش الجنسي بالتالي لأفعال معتمدة على اللمس كمحاولة لمس أجزاء حساسة في جسد الطفل، كلمس صدر الفتاة، أو المنطقة السفلية من الجسم، أو أي لمس لا يرتاح الطفل له، وكذلك محاولة تقبيل الطفل على غير رغبته.
كما تتنوع الأفعال التي تعتبر تحرشًا جنسيًّا، ولا تعتمد في ذلك على اللمس فقط، فقد يحدث بطرق مختلفة كـ:
ـ مناداة الطفل بألفاظ تحتوى على معانٍ جنسية، سواء كانت بهدف المضايقة فقط، أو بهدف التحرش حقًا بالطفل.
ـ عرض مواد جنسية على الطفل، سواء على هيئة صور، أو فيديو، أو عرض صور عارية للشخص القائم بعملية التحرش، تظهر فيها أعضاؤه الحساسة، بطريق مباشر، أو عن طريق الإنترنت.
ـ تصوير الأطفال، وتركيب صورهم في أوضاع جنسية.
ـ إجراء محادثة عن طريق الإنترنت، تحتوي على ألفاظ جنسية.
من هو المتحرش؟ وأين يمكنه أن يمارس تحرشه بالطفل؟
نسبة ضحايا التحرش أو الاعتداء الجنسي كالتالي: 48.5% من البنين تعرضوا لحوادث تحرش جنسية، وما نسبته 51.2 % أيضًا من البنات.
المتحرش يمكنه أن يكون أي شخص، رجلًا كان أو امرأة. يمكنه أن يكون غريبًا عن الطفل والأسرة، أو قريبًا منهما، سواء كان صديقًا أو من العائلة، مدرسًا، أو مدربًا، هذا الشخص يمكنه ممارسة التحرش في أي مكان، في الشارع، أو المدرسة، أو النادي. في المطاعم أو الأسواق. حتى في المنزل، عن طريق شخص من العائلة، أو عن طريق محادثات الإنترنت.
التحرش الجنسي، لا ينتشر في مكان ما دون غيره في دول العالم، بل يمكننا اعتباره ظاهرة عالمية، يعاني منها الجميع. ففي أمريكا مثلًا، عام 2012 صنفت9.3% من حالات الإساءة للأطفال كاعتداء جنسي على الطفل، تبعًا لما أعلنته وزارة الصحة الأمريكية. فما هو الوضع على حقيقته؟!
يمكن تلخيص الأمر في الحقائق التالية:
1ـ أن فتاة واحدة من كل 3 فتيات، وفتى واحد من كل 5 فتية، سيكونون قد تعرضوا لتحرش جنسي قبل بلوغهم سن الثامنة.
2ـ 5 أطفال يموتون يوميًّا، بسبب تعرضهم لاعتداء جنسي!
3ـ نسبة 90% من الأطفال، يعرفون المتحرش بهم، بطريقة أو بأخرى. كما أن 68% من الأطفال المتحرش بهم، قد تعرضوا للتحرش عن طريق فرد من أفراد العائلة.
كيف يمكنك أن تعرف أن طفلك قد تعرض لتحرش جنسي؟
القلق من اقترابك كأب، أو أم منه، وإبداء عواطفكما الطبيعية تجاهه، من أحضان وقبلات، قد يكون مؤشرًا على حدوث تحرش جنسي للطفل.
لا يفصح الأطفال في الغالب، عما تعرضوا له من تحرش جنسي، بل ربما لا يعرف البعض منهم أنه قد تعرض لواحد بالفعل، إلا أنه يشعر بعدم الرضا، والقلق من أمر ما. هناك بعض الأمور التي بملاحظتها، تستطيع كوليّ أمر أن تعرف أن طفلك قد تعرض لتحرش جنسي منها:
- خوفه من الذهاب إلى مكان محدد، أو البقاء مع شخص بعينه. فإن أبدى انزعاجًا كبيرًا من الأمر، عليك أن تفكر فيما قد يكون حدث له.
-عندما يبدأ الطفل باستخدام تعبيرات جنسية في كلامه، أو إطلاق مسميات جديدة على أعضاء الجسم، فاعلم أن أمرًا قد حدث.
- مشاكل قد تواجهه في النوم، من كوابيس، إلى عدم الرغبة في النوم بمفرده، أو في غرفة مظلمة.
وبصفة عامة، أي تصرف ينشأ عن الطفل، لم يتعود عليه الأب أو الأم منه، فعليهما حينها أن يبحثا في الأمر لمعرفة ما جد على طفلهما فتسبب به.
إذن كيف يمكنك أن تحمي طفلك من التعرض للتحرش الجنسي، وتحميه من آثاره في حالة تعرضه له؟
يبدأ الأمر دائمًا بالحديث المباشر للطفل عن التحرش، قد يبدو لك الأمر سهلًا، ولكنه ليس بالسهولة التي تتوقعها، فبالنسبة لعالمنا العربي خاصة، يعتبر الحديث عن هذه الأمور مع الأطفال أمرًا بالغ الحساسية. فإذا ما قررت التحدث معه فيها لحمايته منها، فقد تجد صعوبة في كيفية إيصال المعلومة، بدون إثارة مخاوفه كثيرًا. يجب أن يتم الأمر في حدود التوعية، وليس إثارة خوفه من الناس، والأماكن والشارع. يمكنك اعتبار الأمر ككيفية تعليمه عبور الطريق للمرة الأولى، وتوعيته لقواعده حتى لا تصدمه سيارة في الطريق.