الرئيسية > اخبار وتقارير > تشييع مهيب لزعيم قبلي في صنعاء حمَل السلاح في وجه الحوثيين

تشييع مهيب لزعيم قبلي في صنعاء حمَل السلاح في وجه الحوثيين

شيَّعت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، في موكب جنائزي مهيب، الزعيم القبلي والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» ناجي جمعان الجدري، الذي حمل السلاح في مواجهة الحوثيين، وخسر اثنين من أبنائه وعدداً من أتباعه، قبل أن يغادر البلاد إلى المنفى قبل نحو 8 أعوام.

وتحوَّلت جنازة الجدري الذي قاتل ضد الحوثيين إلى جانب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، في نهاية عام 2017، إلى حشد شعبي وقبلي غير مسبوق، تقدمه زعماء القبائل، وشارك فيه آلاف من السكان الذين توافدوا إلى مسقط رأس الراحل، في مديرية بني الحارث شمالي صنعاء، وهو ما عُدَّ إقراراً بمكانة الرجل وسلامة موقفه.

ومع أن الراحل من الزعماء القبليين القلائل الذين حملوا السلاح في مواجهة الحوثيين، في حين فضَّل كثيرون الصمت، فإن الجمع القبلي الكبير الذي شارك فيه زعيم قبيلة بكيل، ناجي الشايف، وزعيم قبيلة حاشد، حمير الأحمر، أشاد بمواقفه وأدواره. كما شارك الجميع في مراسم تنصيب نجله محمد زعيماً لقبائل بني الحارث.

وعند وصول جثمان الزعيم القبلي إلى صنعاء، تقدمت قيادة حزب «المؤتمر الشعبي» حشود مستقبليه والتشييع، وفي طليعتهم الأمين العام للجناح، غازي أحمد علي، وأعضاء في مجلسي النواب والشورى واللجنة الدائمة الرئيسية «المركزية» للحزب؛ حيث أشادت هذه القيادات بمناقب الرجل «ونضاله الوطني» وحضوره السياسي والاجتماعي طوال حياته، في رسائل تعكس اعتزاز هذه القيادات بمواقفه.

اعتداد حزبي

وعلى الرغم من أن قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء، تخضع لسيطرة الجماعة الحوثية التي تتحكم في الأداء الإعلامي للحزب وأمواله وكل ممتلكاته، فإنها بدت أكثر شجاعة وهي تثني على وفاء الجدري، في إشارة إلى قتاله بجانب الرئيس الراحل، ومسيرته المليئة «بالمناقب النبيلة».

كما أشادت القيادات الحزبية بأداء الجدري في مختلف المجالات، وفي مقدمها الأمنية والسياسية والاجتماعية، ودفاعه «بإخلاص وتفانٍ» عن الثوابت الوطنية، المتعلقة بالنظام الجمهوري وأهداف ثورتي: سبتمبر (أيلول)، وأكتوبر (تشرين الأول)، وعن الوحدة اليمنية والتعددية السياسية والديمقراطية. وقالت إنه ظل متمسكاً بهذا الموقف حتى رحيله عن الدنيا.

كبار زعماء قبائل اليمن شاركوا في تشييع الجدري ونصَّبوا نجله خلفاً له في زعامة قبيلة بني الحارث (إكس) كبار زعماء قبائل اليمن شاركوا في تشييع الجدري ونصَّبوا نجله خلفاً له في زعامة قبيلة بني الحارث (إكس) وكان الجدري -وهو زعيم قبلي لمنطقة بني الحارث الواقعة في الضاحية الشمالية لمدينة صنعاء- برلمانياً سابقاً وقيادياً بارزاً في المجالس المحلية والتعاونيات، أسهم في حشد الطاقات والجهود المجتمعية للتعاون مع الدولة، لترسيخ النظام والقانون وبناء المشاريع التنموية، في إطار المحيط الجغرافي لمديرية بني الحارث والعاصمة، كما أنه عضو في المكتب السياسي لحزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس فرع سابق للحزب.

وخلافاً لمواقف كثير من الزعماء القبليين والقيادات في حزب «المؤتمر» الذي أسسه وقاده الرئيس الراحل صالح، فإن الجدري استجاب لنداء الأخير في ديسمبر (كانون الأول) عام 2017، وحمل السلاح مع أبنائه وأتباعه في المواجهة مع الحوثيين.

وتمكن الجدري حينها من قطع خطوط إمدادات الحوثيين باتجاه شمالي صنعاء، وخسر خلال المواجهة إلى جانب ابنيه عدداً من أتباعه، قبل أن تُحسم المواجهة لصالح الحوثيين بعد 3 أيام على انطلاقها؛ حيث غادر البلاد بعدها، وانضم إلى المعارضين في الخارج.

رسالة إلى الحوثيين

ويحظى الجدري الذي اختير ابنه محمد زعيماً للمنطقة خلفاً له، بحضور اجتماعي لافت، تقديراً لأدواره في حل قضايا القتل والثأر، وقضايا اجتماعية ومدنية داخل قبيلة بني الحارث، وإنهاء المواجهات التي كانت تنشأ بين الجماعات القبلية المجاورة لمديرية بني الحارث.

وكان هذا الحضور الشعبي محط إشادة من قطاع عريض من اليمنيين؛ حيث وصف الناشط إبراهيم عسقين الحشد الكبير في الجنازة بأنه رسالة للحوثيين بأن الشعب ليس معهم، وأنه مع أي يمني قاومهم وواجه عنصريتهم، وقال إن الحشد أرعب الجماعة ومن معها.

أما علي عرجاش، وهو وكيل وزارة التعليم العالي، فرأى أن الجنازة رسالة تقول إن اليمنيين لا ينسون رجالهم، وجزم بأن مشايخ قبائل طوق صنعاء وغيرهم لو وقفوا موقف الجدري، لكانت اليمن انتهت من كابوس يجثم على الصدور منذ عقد وبكلفة أقل.

وبالمثل، يرى محمد -وهو أحد سكان صنعاء- أن الحضور الكبير في التشييع رسالة مفادها أنه عندما يحين موعد الخلاص من الحوثيين سيخرج أضعاف أضعاف هذا العدد، وسيحتفلون بسقوط المشروع الطائفي في اليمن.

من جهته، رأى القيادي في حزب «المؤتمر» زيد أبو علي، أن الاستقبال المهيب للجثمان دليل واضح على مكانة الرجل التي عُرف بها كوطني جمهوري وحدوي ثابت في كل مواقفه.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)