كشف موقع Maritime Executive (ماريتايم إكزيكيوتيف)، أن زورق خفر السواحل الأمريكي "كلارنس سوتفين جونيور" (USCGC Clarence Sutphin Jr) اعترض في 28 يناير مركبًا شراعيًا في بحر العرب كان يحمل شحنة من الأسلحة الإيرانية، في حادثة تؤكد استمرار عمليات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين رغم الجهود الدولية لوقفها.
ووفقًا لتقرير الموقع الأمريكي، فإن الشحنة المضبوطة تضمنت مكونات صواريخ باليستية متوسطة المدى وطائرات بحرية مسيّرة، بالإضافة إلى معدات اتصالات عسكرية، وأنظمة إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات.
وأوضح التقرير أن القيادة المركزية الأمريكية تأخرت في الكشف عن تفاصيل العملية، حيث يُعتقد أن فريق الصعود التابع لخفر السواحل الأمريكي قد جمع أدلة إضافية خلال التفتيش، مما سمح لاحقًا بتأكيد مصدر الشحنة ومسارها. وتشير التحليلات إلى أن الأسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وبحسب التقرير، تتبع شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين نمطًا متكررًا وثابتًا، سبق أن وثقته تقارير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة. ووفقًا لهذه التقارير، يتم تحميل الأسلحة في مستودعات تابعة لوحدة القدس 190 في الحرس الثوري الإيراني في موانئ تشابهار وبندر عباس، ثم تُنقل إلى قوارب شراعية يقودها طواقم بلا جنسية لتجنب التعقب. وبعد ذلك، يتم تسليم الشحنات إلى سفن صيد بالقرب من السواحل اليمنية، حيث تُهرَّب عبر الشواطئ إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأشار التقرير إلى أنه في العام الماضي، تحوّلت بعض قوارب التهريب إلى الإبحار مباشرة نحو موانئ صيد صغيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في البحر الأحمر، ما يعكس تغييرًا في التكتيكات الإيرانية لمواجهة عمليات الاعتراض البحرية المتزايدة.
ووفقًا للمصادر، تعتمد إيران على توزيع الشحنات على عدد كبير من السفن لضمان وصول كميات كافية من الأسلحة رغم اعتراض بعضها.
تأتي هذه العملية في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا متزايدًا، حيث تُشير التقارير إلى أن إيران تستمر في دعم الحوثيين كجزء من استراتيجيتها الإقليمية ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة".
ورغم تعرض ميليشيات مدعومة من إيران، مثل حزب الله والفصائل المسلحة في سوريا، لخسائر كبيرة، يظل الحوثيون قوة أساسية في هذه الشبكة، نظرًا لقدرتهم على تنفيذ عمليات تهديد للملاحة الدولية وضرب أهداف في المنطقة.
بحسب التقرير، تعمل إيران حاليًا على تعزيز مخزونها من الصواريخ لمواكبة احتياجات الحوثيين وحلفائها الآخرين.
وكشف الموقع عن وصول شحنة جديدة من بيركلورات الصوديوم – وهي مادة أساسية في تصنيع وقود الصواريخ – إلى ميناء بندر عباس على متن السفينة "إم في جولبون" الأسبوع الماضي، ومن المتوقع وصول شحنة مماثلة على متن السفينة "إم في جيراني" القادمة من الصين.
تأتي هذه التطورات وسط تزايد المخاوف من نوايا إيران المستقبلية، حيث أقر المرشد الأعلى علي خامنئي مؤخرًا بأن بلاده تواجه "مخاطر متزايدة من الهجمات"، مؤكدًا أن إيران تمتلك "قدرات دفاعية ممتازة"، كما حذّر قادة الحرس الثوري من احتمال تنفيذ عملية "الوعد الصادق 3" في حال تصاعد التوترات مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.